لجأ مجلس جماعة الدارالبيضاء إلى سياسة "ترقيع" الشوارع بتزفيت الحفر المتناثرة بكثرة وسط الشوارع الكبرى، التي تضررت من التساقطات المطرية التي عرفتها العاصمة الاقتصادية للمملكة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين وشهر مارس الجاري. شوهدت شاحنات محملة بمادة الزفت، تجوب مجموعة من الشوارع لترقيع الحفر وطمس معالمها، والتي كان من نتائجها تكبد العديد من السائقين لخسائر مادية فادحة في مركباتهم جراء إصابتها بأعطاب ميكانيكية نتيجة السقوط وسطها، مما دفع بهم إلى التعبير عن سخط وانتقاد سياسة مجلس جماعة الدارالبيضاء المسؤول عن تسيير الشأن المحلي للعاصمة الاقتصادية، معتبرين عملية ترقيع الحفر، بمثابة استهزاء بساكنة الدارالبيضاء، وعدم إيلاء أهمية لرمزية الأسماء التي تحملها بعض الشوارع الرئيسية على غرار شارعي إبراهيم الروداني، ويعقوب المنصور، حيث أن اللجوء إلى ترقيع الشوارع يكشف بجلاء عن عدم قدرة مجلس الجماعة وباقي المقاطعات على إيجاد حلول ناجعة للمشاكل الكبرى التي تعاني منها الساكنة، خصوصا في الجانب المتعلق بالبنيات التحتية الأساسية.
وقد شرعت الجهات المعنية في إصلاح الحفر التي كانت تغزو إلى وقت قريب مجموعة من الشوارع، حيث قامت بترميم شارع إبراهيم الروداني، وشارع المغرب العربي المتواجد بحي الأزهر بمنطقة سيدي البرنوصي، وإصلاح الطريق المتواجدة على مستوى طريق الجديدة وعلى مستوى منطقة ليساسفة بتراب عمالة الحي الحسني، وغيرها من الشوارع التي أصبحت بؤرة لوقوع حوادث السير، على اعتبار أن وضعية وحالة الشبكة الطرقية بالعاصمة الاقتصادية، أضحت في الفترة الأخيرة تشكل خطرا على حياة المواطنين، بسبب وجود حفر كثيرة مترامية هنا وهناك، والتي نالت من عجلات السيارات والشاحنات دون تفريق، مما جعل العديد من المواطنين ينشرون صورا ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، لتنبيه الجهات المسؤولة بخطورة وضعية الطرق والشوارع بالدارالبيضاء، ومطالبتها بالتدخل من أجل إعادة ترميمها وإصلاحها لتفادي العواقب.