عقب تسببها في مصرع شخصين وجرح خمسة آخرين وانهيار بعضها مؤخرا، سلطات الدارالبيضاء تشرع في هدم المنازل المهددة بالسقوط تفاديا لوقوع الأسوأ بعد التساقطات المطرية شرعت سلطات العاصمة الاقتصادية للمملكة منذ أول أمس الاثنين في هدم المنازل المهددة بالسقوط مثلما وقع مؤخرا، عقب التساقطات المطرية الأخيرة التي نجم عنها فيضانات عرت عن واقع وهشاشة البنيات التحتية، وأدت إلى انهيار منزلين بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي أسفرا عن قتيل، وسقوط آخر بدرب السلطان الفداء، فيما لقي شخص مصرعه بأحد الأفرنة التقليدية بالمدينة القديمة بعد سقوط سقف الفرن.
وفي هذا السياق، قامت السلطات المحلية بتراب عمالة الفداء مرس السلطان، بتدشين حملة تروم هدم بعض المنازل الآيلة للسقوط بدرب بوشنتوف، بسبب سقوط منزلين بتراب العمالة ذاتها أول أمس الاثنين، ببوشنتوف ودرب الكبير، وهي العملية التي تروم تفادي وقوع خسائر بشرية، في حال سقوط تلك المنازل نتيجة تصدع جدرانها بسبب تسرب مياه الأمطار التي اجتاحت فيضاناتها عددا من المنازل والشوارع والأزقة خلال وسط الأسبوع الماضي، وكبدت العديد من الساكنة لخسائر مادية في ممتلكاتهم الخاصة، حتى عاد كما كان متوقعا شبح المنازل الآيلة للسقوط إلى الواجهة بقوة، علما أن الدارالبيضاء يوجد بها أزيد من 6000 منزل مهدد بالسقوط وفق أخر الإحصائيات الرسمية، وهو رقم يحمل الكثير من الدلالات التي من شأنها مساءلة مختلف الجهات من سلطات ومنتخبين حول فشلهم في إنجاح برنامج ترحيل الساكنة المتضررة، وإعادة إيوائها بالمدن الجديدة الواقعة بالضواحي بكل من مدينة الرحمة بالجماعة الترابية دار بوعزة والمدينةالجديدة النصر بتراب جماعة أولاد صالح بإقليم النواصر وكذا منطقة الهراويين، وذلك تفاديا لوقوع كوارث بشرية مثلما وقع يومي الخميس والجمعة الماضيين، عقب وفاة شخصين بسبب انهيار منزل بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي، وسقف فرن تقليدي لطهي الخبز بالمدينة القديمة، حيث أن المنازل المهددة بالسقوط، لازالت تشكل خطرا كبيرا على سلامة الأشخاص سواء القاطنين بها أو المجاورين لها، خاصة بأحياء المدينة القديمة ودرب السلطان والحي المحمدي وسيدي عثمان، على اعتبار أن تلك المباني مشيدة بالتربة منذ عهد الاستعمار، وأن تسرب مياه الأمطار بكثرة إلى شقوق جدرانها المتصدعة أصلا، يجعلها عرضة للانهيار في أية لحظة، وبالتالي فإن تكرار سيناريو انهيار بعض المنازل الآيلة للسقوط بكل من المدينة القديمة ودرب السلطان، والحي المحمدي، وسيدي عثمان،كلما تساقطت الأمطار، دفع ساكنة تلك المنازل إلى دعوة الجهات الرسمية إلى تحمل مسؤولياتها لإيجاد حل عاجل لهذه المعضلة، وذلك قصد تفادي الخطر الذي تمثله باستمرار هذه البنايات على سلامتهم البدنية وحياتهم الشخصية، ومن تم فإن تدبير ملف هذه المباني أصبح يتطلب الجرأة اللازمة وفق مقاربات تشاركية تراعي الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للأسر المعنية بإفراغ تلك المنازل المهددة بالانهيار، من أجل ترحيلها في ظروف جيدة.
ويشار إلى أن عدد المباني المهددة بالانهيار، يصل عددها بحسب أخر إحصاء لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والتي تندرج ضمن البرنامج الوطني لترميم المباني الآيلة للسقوط الذي انطلق سنة 2012، إلى حوالي 50 ألف منزل، لازال معضمها مستعملا للسكن من طرف أصحابها بنسبة تمثل 80%، كما كشفت أرقام سابقة، أن الجهات المكلفة بهذا الملف تعهدت بإعادة ترميم ما مجموعه 6338 بناية، وهدم 2180 بشكل كلي، وهدم 956 وحدة سكنية جزئيا، فيما ستتم معالجة 2021 بناية، كما أن هذا البرنامج يتضمن إعادة إيواء 9250 أسرة، علما أنه جرى إعادة إيواء 3995 أسرة بشكل نهائي، فيما قدم عرض سكني لإيواء 2106 أسر، وفق معطيات رسمية تهم إشكالية المباني الآيلة للسقوط.