نزار بركة: قضية الوحدة الترابية مقدسة في وجدان و نضالات الاستقلاليات و الاستقلاليين و سيظل الحزب مراهنا على وحدة الشعوب المغاربية. نسجل بكل فخر واعتزاز، المكاسب والإنجازات الوحدوية التي تحققت بالتدرج منذ الاستقلال في مسلسل طويل لاسترجاع السيادة المغربية الكاملة. اعتزاز بالانتصارات التي ما فتئت تحققها بلادنا في مواجهة خصوم الوحدة الترابية، بفضل الجهود الحثيثة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس أيده الله. تميزت أشغال الجلسة الثانية من فعاليات الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب الملتئمة عن بعد نهاية الأسبوعين الماضيين بكلمة الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال المتفاعلة مع أزيد من 140 تدخل للأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني من مختلف مناطق و أقاليم المملكة و فروع الحزب بشأن مضامين العرض السياسي والتنظيمي الهام و العميق الذي تقدم به الأخ الأمين العام خلال أشغال الجلسة الأولى للمجلس باسم اللجنة التنفيذية للحزب و التي تمحورت حول قضية الوحدة الترابية، السياسة العامة و الأداء الحكومي ، تداعيات و تحديات الأزمة الوبائية ,ثم المسائل التنظيمية و الرهانات الحزبية .ثنائية الثوابت المبدئية و قناعة الانتماء التاريخي للفضاء المغاربي و العمق الافريقي بما تحمله من معان و انتصار للحزب و مناضليه منذ خطواته التأسيسية لفكرة الوحدة المغاربية المتمثلة في الوعي الجماعي للشعوب المغاربية حاضرة بقوة في النقاش الواعي والهادف الذي طبع مجريات الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب و التي عبر عنها الأمين العام للحزب في رده المعمق على مداخلات أعضاء المجلس بالكثير من التدقيق و الوضوح. وبالقدر الذي شدد به الدكتور نزار بركة على قدسية قضية الوحدة الترابية بشعور ووجدان و نضالات الاستقلاليات و الاستقلاليين سيرا على نهج الرعيل الأول من رواد الحركة الوطنية و نضالات الشعب المغربي دفاعا عن مقومات السيادة الوطنية أكد الأمين العام أن حزب الاستقلال سيظل يراهن على الوحدة المغاربية بين شعوب المنطقة في إطار وحدة المصير، والتاريخ المشترك، والفرص المتاحة لجعل المنطقة المغاربية تكتلا إقليميا للاندماج الاقتصادي، وتوفير أسباب العيش الكريم وفرص النجاح للمواطن المغربي، و تأهيل المنطقة ككل لتتحول الى فضاء آمن للسلم والاستقرار، ورافعة للصعود المشترك لكافة أقطار القارة الإفريقية. الأخ نزار بركة الذي ثمن ما جاء في تدخلات أعضاء المجلس الوطني من ملاحظات تغني المواقف و التوجهات الحزبية واقتراحات بخصوص محور و تطورات ملف الوحدة الترابية الذي استأثر بحصة الأسد من التقرير السياسي و التنظيمي الهام و الوازن الذي قدمه لبرلمان الحزب، اعتبر جوهر هذه المداخلات ناضجة و تعبيرا عن الغيرة الاستقلالية الراسخة و المتجددة في وجدان و قناعات المناضلين الاستقلاليين تجاه الوحدة الترابية لبلادنا، كجزء لا يتجزأ من ميثاق الوحدة الوطنية التي ناضلت من أجلها الحركة الوطنية، وقادة حزب الاستقلال وفي مقدمتهم الزعيم علال الفاسي. الأمين العام للحزب و في تقديره السياسي والتاريخي لنضالات وتضحيات الشعب المغربي من أجل قضيته الوطنية الأولى سجل بكل فخر واعتزاز، المكاسب والإنجازات الوحدوية التي تحققت بالتدرج منذ الاستقلال في مسلسل طويل لاسترجاع السيادة المغربية على كافة التراب الوطني، انطلاقا من تحرير طرفاية سنة 1958، وسيدي إفني سنة 1969 والأقاليم الصحراوية سنة 1975 و1979، وهو مسلسل لم ينته بعد، مؤكدا على أن حزب الاستقلال سيظل متشبثا بالحقوق التاريخية المتعلقة باستكمال وحدتنا الترابية الكاملة والشاملة على كل شبر من التراب الوطني. الاخ نزار بركة عبر عن اعتزاز الاستقلاليين بالانتصارات التي ما فتئت تحققها بلادنا في مواجهة خصوم الوحدة الترابية، بفضل الجهود الحثيثة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس أيده الله، مع قادة دول العالم دعما للدبلوماسية الرسمية والشعبية، في الدفاع عن حقوق بلادنا الثابتة والتعريف بأهمية مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية . الأمين العام للحزب عدد هذه المكاسب الثمينة و المسترسلة في شعور الارتياح المتنامي نتيجة تفهم المجتمع الدولي لمشروعية قضية الوحدة الترابية للمملكة و مبادرة العديد من الدول الصديقة والشقيقة إلى دعم وإسناد القضية الوطنية و التي تجلت في كم الرسائل والبلاغات والبيانات الداعمة لتحرك القوات المسلحة الملكية لاستعادة انسيابية الحركة المدنية والتجارية وحماية الأمن والاستقرار بمنطقة الكركرات أو من خلال مبادرات دبلوماسية شجاعة عبر فتح العديد من قنصليات تلك الدول بمدينتي العيونوالداخلة، في إقرار صريح لا لبس فيه على مغربية الصحراء. و تثمينا للدور الهام و المثمر و التعبوي الذي بذلته الدبلوماسية الحزبية البناءة و النشيطة للحزب، قدر أمينه العام عاليا المواقف الداعمة لبعض المحافل الحزبية الدولية التي ينتمي إليها حزب الاستقلال، والتي سبق أن راسلها الحزب لشرح الأهداف المدنية والتجارية السلمية لتدخل بلادنا بمنطقة الكركرات، خاصا بالذكر كل من الاتحاد الدولي الديمقراطي في شخص رئيسه، رئيس الحكومة الكندية السابق السيد ستيفن هاربر، إلى جانب الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط في شخص رئيسها، الرئيس الأسبق الكولومبي السيد أندرس باسترانا. هذه المكاسب الدبلوماسية الوازنة و الواعدة تبرر أيضا اعتزاز حزب الاستقلال البالغ بما تحقق في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس أيده الله وكذلك بالجهود التنموية الميدانية الكبرى التي تبذلها القيادات الاستقلالية المنتخبة بالأقاليم الجنوبية للمملكة و على رأسها الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد عمدة مدينة العيون والأخوين سيدي محمد ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، ورؤساء الجماعات والغرف والمنتخبين الاستقلاليين، وهي الجهود التي كان لها وقع كبير على الساكنة في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، وحظيت بالإشادة والتقدير وطنيا ودوليا. المجلس الوطني للحزب المتماهي مع توجهات قيادة الحزب و مواقفها تجاه ملف الوحدة الترابية للمملكة و المعتز بالرصيد النضالي والفكري للحزب في هذا السياق أجمع على التعبير عن اعتزازه الكبير بالقرار الحكيم و المتبصر لجلالة الملك محمد السادس نصره الله القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركانها العامة، في التعاطي مع العرقلة التي عرفتها منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، والذي جمع بين الصرامة والحزم والمسؤولية والالتزام لإنهاء الأعمال العدوانية والتخريبية التي قامت بها ميليشيات البوليساريو، وحماية الأمن والسلم بالمنطقة، والإقبار النهائي للمحاولات اليائسة والمتكررة للبوليساريو التي تروم فرض الأمر الواقع وتغيير البنية الاجتماعية والسياسية بالمنطقة العازلة ومحاولة اختلاق وحدات عسكرية وإدارية للانفصاليين فوق المنطقة العازلة ، في خرق سافر لاتفاق الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار لسنة 1991. البيان الختامي لدورة المجلس الخريفية جددت التأكيد على انخراط الحزب في التعبئة الوطنية وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله للدفاع عن الوحدة الترابية لبلادنا، ويدعو إلى رفع منسوب اليقظة والجاهزية لدى المواطنين والاستمرار في تقوية الجبهة الداخلية، للرد في الفضاءات العمومية والاجتماعية، واللقاءات السياسية والمدنية على جميع مناورات أعداء وحدتنا الترابية، داخليا وخارجيا، ودحض طروحاتهم البائدة، والتصدي لادعاءات آلاتهم العسكرية والإعلامية المضللة. الموقف الرسمي لثاني مؤسسة تقريرية للحزب لم يفته التنويه بالتقدم الكبير في تنفيذ النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية والذي كان قد أطلقه جلالة الملك حفظه الله في سنة 2015 والذي أحدث تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى بمختلف جهات الأقاليم الجنوبية، وساهم بشكل كبير في تحسين شروط العيش الكريم لفائدة ساكنتها، يعبر عن إشادته برجاحة الرؤية الملكية المتبصرة التي ترجمها الخطاب الملكي السامي الأخير بمناسبة المسيرة الخضراء المظفرة، والهادفة إلى إطلاق جيل جديد من الأوراش التنموية الكبرى بالأقاليم الجنوبية للمملكة.