برحيل الفنانة بنحيلة الركراكية ، يكون الفن الفطري المغربي قد فقد أحد وجوهه البارزة. وكانت هذه الفنانة، التي توفيت عن سن يناهز 69 عاما إثر أزمة ربو، قد انخرطت في عالم التشكيل مدفوعة بحاجة مزدوجة إبداعية داخلية ومعيشية لكسب قوت يومها، وكلتاهما كانتا بنفس الإلحاح. وعشقت هذه العصامية ملامسة المناظر الطبيعية وشخوص مدينتها الصويرة بريشتها، فاسحة للطيور والأفاعي والورود والأسماك مساحات شاسعة داخل لوحاتها التي تشع بالألوان وتفيض بالضياء. وكانت الراحلة قد حظيت بتوشيح صاحب جلالة الملك محمد السادس لها بوسام الاستحقاق الوطني من درجة ضابط، خلال زيارة جلالته لمدينة الصويرة في أبريل 2007. وشاركت الركراكية، التي تميزت بالتلقائية وباستلهام تيمات الطبيعة والعشق والحرية، في العديد من المعارض بالخارج; خاصة بفرنسا وألمانيا. وقد دخلت هذه الفنانة العصامية عالم التشكيل سنة 1988 ، وعرضت أعمالها للمرة الأولى سنة 1989 من قبل الدنماركي فريديريك دامغارد برواقه في الصويرة، قبل أن تعرض بساحة الساعة وبيت اللطيف قبالة موقع الصقالة بشاطئ الصويرة. وتمكنت الراحلة، التي ووري جثمانها الثرى يوم الثلاثاء الماضي بجماعة الحرارتة على بعد 17 كيلومتر عن الصويرة، من نسج علاقات صداقة مع الكاتبة فاطمة المرنيسي ومجموعة من النساء الألمانيات اللواتي عرضن أعمالها بكولون وفرانكفورت ومدن أخرى.