رفضت صنعاء رسميا ما وصفته التدخل في شؤونها الداخلية, وذلك ردا على تصريحات لوزير الخارجية الإيراني قال فيها إن الاحتكام للقوة والوسائل العسكرية في حرب صعدة، يعقد الأزمة ولا يحلها. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر مسؤول بالخارجية اليمنية، أن بلاده تابعت التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، بشأن الحرب بصعدة, وهي ترفض مطلقا التدخل في الشؤون الداخلية من قبل أي جهة كانت أو ادعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء الشعب اليمني. وأكد المصدر في بيان أن ما يجري في محافظة صعدة من مواجهة مع "العناصر الإرهابية المتمردة الضالة هو شأن داخلي يمني، وأن اليمن كفيل بحل قضاياه دون تدخل أو وساطة من الآخرين". وجاء الرد الرسمي اليمني, بعد ساعات من إعلان متكي استعداد بلاده للتعاون مع الحكومة اليمنية لإرساء الأمن في البلاد. وقال متكي، في مؤتمر صحفي، إن "الاحتكام للقوة يعقد المشكلة أكثر، ولا نتصور أن هذه الأزمة تحل بالطرق العسكرية, ونعتقد أن هناك ضرورة لبذل مساع خيرة لعودة الاستقرار والهدوء لليمن". وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده تنظر إلى الدول الإسلامية والعربية بحسن نية، وتهتم بأمنها ومصالحها. وكان متكي حذر الدول المجاورة لليمن من مغبة التدخل في شؤونه الداخلية, في إشارة للسعودية دون ذكرها بالاسم. وحذر من عواقب "قمع" الشعب اليمني عبر شن حملات عسكرية، قائلا إن "من يحاول صب الزيت على نار الفتنة لن يكون بمنأى عن لهيبها ، وسيدخل الدخان في عيونه. وإن الدعم المالي والتسليحي للمتطرفين، والتعامل مع الشعب بأسلوب قمعي، تترتب عليه تبعات خطيرة جدا". على الصعيد الميداني, أعلن مصدر حكومي سعودي أن المملكة فرضت حصارا بحريا على جزء من الساحل اليمني على البحر الأحمر لوقف إمدادات السلاح لجماعة الحوثيين. ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مسؤول سعودي -طلب عدم الكشف عن اسمه- قوله إن القوات المسلحة السعودية أمرت سلاحها البحري بفرض حصار على الجزء الشمالي من سواحل اليمن على البحر الأحمر، واعتراض وتفتيش أي سفينة يشتبه في نقلها أسلحة أو رجالا لدعم جماعة الحوثي. ويأتي الكشف عن هذه المعلومات بعد يوم من إعلان مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي، خالد بن سلطان، أن بلاده لن توقف ضرباتها الجوية ضد المتمردين الحوثيين قبل تراجعهم عشرات الكيلومترات داخل الأراضي اليمنية. وجدد المسؤول السعودي تصريحات سابقة قال فيها إن القوات السعودية باتت تسيطر على كل المناطق الحدودية ضد المتسللين الحوثيين، في إشارة إلى ما أعلن الأحد الماضي عن استعادة السيطرة على منطقة جبل دخان داخل أراضي المملكة. بيد أن الحوثيين أكدوا من جانبهم استيلاءهم على مديرية قطاير، التابعة لمحافظة صعدة الجبلية، شمال اليمن، حيث تجري معظم المعارك مع القوات الحكومية، وبثوا صورا لعتاد ومركبات عسكرية لحرس الحدود اليمني قالوا إنها وقعت في أيديهم. من جهة أخرى، قالت مصادر يمنية إن وحدات خفر السواحل أحبطت ما يبدو أنها محاولات مسلحين حوثيين للفرار إلى خارج اليمن عن طريق البحر الأحمر.