قالت الأممالمتحدة إنها ستجلي، في خطوة تسري فورا، 900 من موظفيها الدوليين في أفغانستان، بسبب الأوضاع الأمنية. ونقلت رويترز عن مصدر أممي قوله إن عدد الموظفين الدوليين سيخفض من 1300 إلى 400 فورا، وبدءا من أمس الخميس. وجاء القرار بعد أسبوع من مقتل خمسة موظفين أمميين دوليين، في هجوم على مقر إقامتهم بالعاصمة كابول. وتحدث بيان أممي رسمي في كابول عن تهديدات أمنية كبيرة تعوق عمل مفوضيات الأممالمتحدة المختلفة في كامل أفغانستان لا في كابول فقط. وحسب مصادر إعلامية من كابول، فإن أغلب هؤلاء الموظفين سينقلون مؤقتا إلى دبي حتى اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة في مكاتب الأممالمتحدة. وتصاعد العنف بصورة لافتة الأشهر الأخيرة، وتصاعدت معه حدة خسائر التحالف الدولي خاصة الأميركية والبريطانية منها. وأعلنت بريطانيا مقتل خمسة من جنودها عند نقطة تفتيش في هلمند ، جنوبأفغانستان، برصاص شرطي أفغاني. ووقع الهجوم في منطقة نادي علي، وتبنته «طالبان»، ووصفه رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، بالمروع. وشهدت أفغانستان، في غشت الماضي، انتخابات رئاسية كان الرئيس حامد كرزاي، ووزير الخارجية الأسبق، عبد الله عبد الله، أبرز مرشحيها، وشهدت اتهامات واسعة بالتزوير. وفاز حامد كرزاي بالانتخابات، لكنه ، في ضوء ما خلص إليه تحقيق أممي، اضطر إلى قبول جولة إعادة تقرر إلغاؤها في نهاية الأمر بعد أن أعلن عبد الله عبد الله رسميا انسحابه منها. وقد أعلن مرشح الرئاسة المنسحب في أفغانستان، عبد الله عبد الله، رفضه إعلان لجنة الانتخابات فوز منافسه الرئيس حامد كرزاي بمنصب الرئاسة، معتبرا قرار اللجنة غير دستوري، ومستبعدا الانضمام إلى أي حكومة يقودها كرزاي، في حين يضغط الغرب لتشكيل حكومة جديدة خالية من الفساد. وهناك شكوك متزايدة في أفغانستان بشأن شرعية قرار لجنة الانتخابات، حيث يطالب الدستور الأفغاني بإجراء جولة إعادة إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات. وقال عبد الله إنه لا اللجنة ولا المحكمة العليا جهة مستقلة، مشيرا إلى أن قضاة المحكمة كانوا سيتخذون القرار نفسه لصالح كرزاي. واستبعد الانضمام إلى حكومة كرزاي، وقال "لا أهتم بالانضمام إلى الحكومة نظرا لأن مبدأ برنامجنا ومبدأ حملتنا الانتخابية ، هو إجراء تغيير"، مضيفا "سأعمل كجماعة ضغط" في المستقبل. وكان كرزاي قد أعلن، الثلاثاءالماضي، عن خطط لتشكيل حكومة وحدة وطنية ستضم ممثلين عن جميع الجماعات السياسية والعرقية، ولم يحدد ما إذا كان سيعرض التعاون مع عبد الله أم لا. غير أن مسؤولين أفغانا وغربيين قالوا إن محادثات تجرى بين المعسكرين لضم بعض أنصار عبد الله في الحكومة الجديدة. على صعيد آخر، قال مسؤولون أميركيون إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يضغطون على الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، من أجل الموافقة على خطة تتضمن إنشاء لجنة لمكافحة الفساد وتعيينات في الوزارات الرئيسية "على أساس الجدارة والاستحقاق" ومنح الزعماء المحليين مزيدا من السلطة. كما يريد الغرب أيضا تحقيق تقدم في "إعادة دمج العناصر المعتدلة" من حركة طالبان، وهو ما خصصت له الولاياتالمتحدة تمويلا، وذكر مسؤول أميركي رفيع أن "هذا يعني تحديد رؤية أو شيء ما يجعل هؤلاء المتمردين يلقون أسلحتهم، وذلك أمر من الواضح أنه يجب تحقيقه".