سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نشهد حالة من التنصل من قبل الإدارة الأمريكية من الوعود التي أطلقتها مع مجيء أوباما إلى السلطة، كما نشهد استمرارا في التعنت الإسرائيلي وفي التهرب من متطلبات عملية السلام
قيس أبو ليلى: نائب الأمين العام الجبهة الديموقراطية عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية سؤالي: كيف تنظرون إلى ما يجري في الساحة الفلسطينية..! قيس أبو ليلى: الحالة في الساحة الفلسطينية ليست في أفضل أحوالها، وهي في حالة من أشد الصعوبات التي شهدتها مسيرتنا الوطنية على مدى القرون الأربعة ونيف الماضية، وهذا على كل المستويات، ففيما يتعلق بمسار العقلية السياسية الهادفة إلى تسوية تضمن الحد الأدنى من حقوقنا الوطنية. فنحن نشهد حالة من المراوحة وحالة من التنصل من قبل الإدارة الأمريكية من الوعود التي أطلقتها بمجىء أوباما إلى السلطة، والعودة مرة أخرى إلى الموقف الأمريكي التقليدي الذي يعدُ دون أن يفي، ونشهد أيضا استمرارا في التعنت الاسرائيلي وفي التهرب من متطلبات عملية السلام، ونحن اليوم في حالة من الجمود ومراوحة المكان التي تستخدمها إسرائيل من أجل تكريس وتثبيت الأمر الواقع الذي تفرضه على أرضنا المحتلة وخاصة في مدينة القدس، أما على الصعيد الداخلي، فنشهد، مع الأسف، استمرارا لحالة الانقسام التي هي إضعاف لقضيتنا الوطنية ولحركتنا، ولا يستفيد منها سوى الاحتلال الذي يستخدم هذه الحالة ليكثف ويصعّد هجمته ضد شعبنا وضد أرضه ومقدساته، وتعثّر للجهود المبذولة من أجل إنْهاء هذه الكارثة الانقسامية والوصول إلى المصالحة الوطنية. ولذلك، نحن اليوم من الضعف الشديد الذي لا يعوض عنه سوى تصميم شعبنا على مواصة نضاله وعلى التشبث بحقوقه، وعلى مواجهة هذه الهجمة رغم اختلال توازن القوى، لكن إرادة الشعب وتصميمه ونضاله المتواصل يمكننا من الصمود على أمل أن نستعيد وحدتنا، وأن نستعيد صمود حركتنا الوطنية في مواجهة الهجمة الاحتلالية. > سؤال: لكن الأخ قيس، من المسؤول عن هذا الضعف الذي تحدثت عنه..؟ قيس أبو ليلى: هناك طبعا المسؤول الرئيسي عن المأساة التي نحن فيها، وهو الاحتلال الإسرائيلي والذي تحميه الإدارة الأمريكية بكل وسائل الدعم والمساندة والتأييد السياسي والمادي، لكن، نحن نتحمل أيضا جانبا كبيرا من المسؤولية كفلسطينيين، حيث أحللنا الصراع على السلطة محل الوحدة من أجل مجابهة الاحتلال رغم أن هذه السلطة هي سلطة تحت الاحتلال، لكن مع الأسف، سبب هذا الانقسام الذي أنتج انفصالا بين غزة والضفة الغربية، وانقساما وتمزقا في صفوف الحركة المناهضة للاحتلال، سببه هو هذا الصراع المؤسف على السلطة الذي نأمل أن ينتهي لنحل المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني محل المصالح الذاتية والفئوية والفصائلية، وأن نستند في حسم خلافاتنا إن وجدت إلى الديمقراطية والى إرادة الشعب من خلال الانتخابات التي تؤكد هذه الإرادة، وتبين في أي اتجاه يريد الشعب أن يدفع مسيرته الوطنية.