ملتقى القدس الدولي بالرباط يشكل فرصة لإعادة تسليط الأضواء على وضع المدينة المقدسة ، وعلى الهجمة الإسرائيلية ضد المقادسة وضد المقدسات، وفرصة لإعادة دفع قضية القدس الى الواجهة. استضافت الرباط، على مدى يومين (28 و 29 أكتوبر 2009) ملتقى القدس الدولي الذي أشرفت على تنظيمه وكالة بيت مال القدس الشريف بتعاون مع مؤسسة ياسر عرفات. وقد تميز هذا لملتقى بتوجيه رسالة ملكية الى المشاركين فيه، وبعرض ومناقشة مواضيع من الأهمية بمكان، ومنها الوضع الخطير بالمدينة المقدسة من مختلف جوانبه السياسية والقانونية والإدارية والتاريخية والانسانية، بالإضافة الى وضعها المتميز كنموذج للتعايش بين الديانات التوحيدية الثلاث. كما تميز الملتقى بحضور ومشاركة شخصيات سياسية وطنية وعربية وأجنبية ، وكذا حضور إعلامي مكثف. ****************** على هامش هذا الملتقى الدولي حول القدس، كانت لنا لقاءات مع شخصيات وقيادات فلسطينية، من بينها السيد ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات، وقيس أبو ليلى، نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والمهندس رامز جرايسة، رئيس بلدية الناصرة، الذين سلطوا الضوء على القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى من مختلف جوانبها ومستجداتها.. وبالنظر الى حجم وقيمة المشاركين، كان من المفترض إجراء حوارات مع شخصيات وقيادات دينية وسياسية فلسطينية، لكن انشغال هذه الفعاليات بأعمال الملتقى، وضغط عامل الوقت... حالا دون المزيد من اللقاءات... > س قلتم في الندوة الصحفية المشتركة مع عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، أن «تنظيم ملتقى القدس الدولي بالرباط يهدف الى توفير فرصة مواتية أمام القيادات السياسية والفكرية والدينية لإرساء حوار بناء من شأنه دعم جهود السلام والانخراط فيه...» لكن الفلسطينيين فوتوا فرصا عديدة لإرساء هذا الحوار لدرجة أن مسالك الحوار الفلسطيني أصبحت جد صعبة.. ناصر القدوة: أولا، هذا جزء من الكلام الذي قلته وليس كله، وأهم ما قلت هو أن هذا الملتقى يشكل فرصة لإعادة تسليط الأضواء على وضع المدينة المقدسة، وعلى الهجمة الإسرائيلية ضد المقادسة وضد المقدسات، وقلت أيضا أنه يشكل فرصة لإعادة دفع قضية القدس الى الواجهة مرة أخرى. وبالإضافة الى ماقلته حول مسألة فرصة الحوار، فأنا لم أقصد بطبيعة الحال الحوار الفلسطيني، قصدت حوارا تشارك فيه الأطراف الدولية المختلفة لكن، علينا أن نتابع العمل وأن نكتفي بفعالية لمرة واحدة، ولفترة قصيرة بل المهم هو متابعة هذا الحوار واستمرار إعطاء الأولوية لهذا الموضوع المركزي. سؤال: لاشك أن هذا يشكل جزءا من أهداف هذه الندوة...؟ ناصر القدوة: بطبيعة الحال، هذه هي الأهداف التي وضعناها في البداية ، وأعتقد أن النتائج لابأس بها. ولكن المهم، كما ذكرت قبل قليل، هو عملية المتابعة والمثابرة ، والعمل الدؤوب بشكل صبور من أجل تحسين أوضاعنا ومن أجل إعطاء هذه القضية المركزية اللازمة. > سؤال: من المعلوم أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من عدم التفاهم الفلسطيني ، مما يسمح لها باتساع هامش التحرك والقيام بسلسلة من الاعتداءات ضد كل ماهو فلسطيني، وآخرها وليس أخيرها ما يحدث اليوم في القدس.... فما هي أبعاد المخطط الاسرائيلي؟ ناصر القدوة: أنا لا أختلف معك بأن وجود مثل هذا الاختلاف أمر ضار بالعمل الوطني الفلسطيني، وبالتالي فهو مقيد للعدو، مقيد للجانب الاسرائيلي.. وهذا أمر لاتختلف عليه. ولذلك، نحن ندعو الى استعادة الوحدة والتفاهم الفلسطيني على أرضية سياسية واضحة، وأيضا من خلال إيجاد الحلول العملية الضرورية واللازمة في هذا المجال. أما مخططات اسرائيل، فهي واضحة، فاسرائيل لاتخفي رغبتها في الاستئثار بالمدينة والسيطرة عليها، وإبعاد أعداد متزايدة من الفلسطينيين عنها وبالتالي تأكيد يهوديتها في هذا بالاضافة الى الأبعاد السياسية والأبعاد القانونية ، لذا يجب على الجانب الفلسطيني والجانب العربي والجانب الإسلامي والجانب الدولي، وكل من هو حريص على تحقيق السلام في هذه المنطقة، مواجهة هذا الأمر ورفضه، والعمل على إنهاء هذا الموقف الاسرائيلي ، وفرض التصور الملائم في هذا المجال. > سؤال: الأخ ناصر، كفلسطيني، كيف تنظرون الى واقع الحال الفلسطيني : سلطة في الضفة، وسلطة في القطاع، اتساع رقعة المستوطنات، تمديد الجدار الفاصل، مسلسل تهويد خطير، حصار اقتصادي وإنساني رهيب... ناصر القدوة: هذا وضع سيء، لا أحد ينكره. وبطبيعة الحال، وعندما ننظر الى هذا الواقع الفلسطيني ، من وجهة نظري على الأقل، علينا أيضا أن نرى المسؤوليات المختلفة عن هذا الواقع. نحن لاننكر الحقائق، ولكن في نفس الوقت، إذا أردنا أن نتجاوز الحقائق بشكل جدي، علينا أن نميز المسؤوليات المختلفة. ووجهة نظري، على سبيل المثال، أن هذا العمل أكبر من هذا التردي، ومن حالة الانقسام الذي حدث بسبب الانقلاب العسكري الذي تم، وبسبب إصراره على الذهاب بعيدا في هذا الانقسام، بل حتى مأسسة هذا الانقسام في قطاع غزة. ونحن نقول ذلك، ليس للتركيز على الخلاف، ولكن من باب الحرص على تجاوز هذا الواقع ، وبالتالي، فهذا يتطلب، من وجهة نظرنا، فهم الأحداث حتى نستطيع تجاوز المشكل، والمهم الآن، هو العدوة للتجاوب مع الجهود المبذولة لإنهاء هذا الانقسام، وفي هذا المجال تشير الى الجهود المصرية، والورقة المصرية، وقد وقعت حركة «فتح على هذه الورقة، والمطلوب أن توقع عليها «حماس» حتى نتمكن من البدء في عملية المصالحة، والبدء في تنفيذ الورقة المصرية. عندها وقبلها ودائما يجب ألا يتوقف النضال اليومي ضد الاستعمار الاستيطاني، وضد محاولات اسرائيل تغيير واقع المدينة المقدسة... وهذا أمر يجب أن نوليه الأولوية دائما، وهو وضع صعب الآن، ولكن إذا ما تجاوزنا هذه الظروف الصعبة الداخلية، سوف تكون في وضع أفضل بكثير لمواجهة المخططات الاسرائيلية. > سؤال: ماهي أخر التحركات الفلسطينية والعربية والإسلامية لإيقاف التصعيد الاسرائيلي خاصة أن الاطماع الاسرائيلية لم تعد خافية على أحد...؟ ناصر القدوة: بطبيعة الحال، أهم التحركات الآن هو ما يجري في منظمة الأممالمتحدة عموما من تقرير غولدستون الى التحرك في جميع الدورات العادية، إلى التحرك الدولي، وكذلك الى هذا الملتقى الدولي حول القدسبالرباط الذي يجب ان يؤخذ بالجدية اللازمة... ولكن يجب أن نعمل أكثر وأن نحقق نتائج طيبة إن شاء الله. > سؤال: هناك الأن حديث عن تجمد مبادرة أوباما حول السلام وحول إقامة الدولتين... بسبب العراقيل الاسرائيلية... ناصر القدوة: طبعا، مواقف أوباما كانت إيجابية ومهمة، للأسف حدث ما يبدو أنه شيء من التراجع في مواجهة التعنت الاسرائيلي، هناك الآن حوار دائر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونأمل أن يقود إلى استعادة المواقف الإيجابية وإلي التمسك بها. ولانريد أن نستبق الأحداث الآن، نحن ننتظر لنرى كيف ستبلور هذه الإدارة (الأمريكية) موقفها في هذا المجال بشكل نهائي. ونحن نأمل أن تكون هذه المواقف ايجابية بما يمكن من إعادة إطلاق عملية السلام على أسس واضحة وصحيحة. وفاة الزعيم عرفات لم تكن لأسباب طبيعية، وهناك مسؤولية اسرائيلية في جميع الأحوال.. والأمور واضحة لمن يريد أن يفهم. > سؤال: ماذا عن التحقيق حول وفاة الزعيم الرمز ياسر عرفات؟ ناصر القدوة: هذا الأمر لم يتوقف قط؛ ومنذ اللحظة الأولى قلنا أننا مقتنعون أن هذه الوفاة لم تكن لأسباب طبيعية. وقلنا أن هناك مسؤولية اسرائيلية في جميع الأحوال؛ وكررنا هذا العشرات من المرات. ونحن نعتقد أن التقرير الطبي، بما في ذلك التقرير الفرنسي، يشير الى هذا المعنى بشكل معقول لمن يريد أن يفهم. فهناك وضوح. ومع ذلك، قلنا أنه بسبب عدم وجود الدليل المادي الملموس، علينا أن نستمر في العمل من أجل توفير هذا الدليل. وعبرنا عن ثقتنا أنه سيتم توفير هذا الدليل في وقت قريب. وكما قلت، فالأمور واضحة لمن يريد أن يفهم. المهم ، عدم إغلاق هذا الملف، وأن يبقى مفتوحا، ومن حق الشعب الفلسطيني، ومن واجبه أن يتوصل الى الحقيقة كاملة. ونحن نعمل بكل جدية في هذا المجال.