... في الواقع لم أكن لأعود لحكاية المشاركة المغربية في أولمبياد بكين ، لأننا حقيقة ألفنا أن يتوارى المسؤولون عن الأنظار كلما حلت كارثة بالرياضة الوطنية ، ولا يعودون للواجهة إلا عندما تهدأ العواصف ، لتعود معها "حلومة لعادتها القديمة"... قلت لم أكن لأعود لهذا لو لم أقرأ استجوابا لرئيس الوفد الرياضي المغربي في الأولمبياد و الأمين العام للجنة الأولمبية المغربية السي بنعبد النبي خص به وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قال فيه على الخصوص إن المشاركة المغربية " لم تكن هزيلة على الإطلاق بعد الميدالية الفضية لجواد غريب "...مضيفا أن البعثة المغربية اعتمدت في محاولاتها للفوز بالميداليات الأولمبية في بكين على رياضتي ألعاب القوى والملاكمة ولكن نتائج الملاكمة جاءت سلبية بينما حصلت البعثة على ميداليتين في ألعاب القوى كما وصل خمسة عدائين وعداءات للأدوار النهائية "وهو ما يؤكد أن النتائج كانت متوسطة وليست هزيلة".وإن الفضية التي أحرزها غريب استعادت لألعاب القوى المغربية ريادتها نسبيا في الوطن العربي ففي أولمبياد أثينا 2004 أحرزت ألعاب القوى المغربية ذهبيتين وفضية واحدة "وها هي تحرز في بكين فضية وبرونزية كما وصل خمسة عدائين للادوار النهائية"... وأن هناك برامج طموحة لإنشاء مراكز تدريب في كل أنحاء المغرب والبحث عن المواهب فهناك شراكة بين الاتحاد المغربي لألعاب القوى والرياضة المدرسية وهو ما سيؤدي لاكتشاف المواهب... وأن الإنجليز انتظروا منذ 15 عاما لتخريج عدائين قادرين على المنافسة بينما لا يستطيع الجميع في المغرب الإنتظار ويريدون تحقيق نتائج فورية..." كلام السي بنعبد النبي كلام بارع في المراوغة وتقديم التبريرات الواهية التي لا رأس لها ولا أرجل ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله... " وباز أسيدي باز"... ومن يشكر العروسة إلا أهلها .... والسي بنعبد النبي يعرف أنه حتى كرة السلة ، الرياضة التي يسهر على تسييرها مدة طويلة لم تستطع أن تضمن التأهل للأولمبياد ، فكيف له أن يحكم على رياضات أخرى بعيد عنها كل البعد ، لا يعرف تفاصيلها من الملاكمة الى الرماية والمسايفة وصولا إلى السباحة وألعاب القوى والجيدو، والتيكواندو، ولو كان كذلك لما سمح بحصول ما حصل من موقعه في اللجنة الأولمبية ، ولوقف في وجه سفر كل ذلك الجيش العرمرم الذي لم يجن سوى اللكمات والاقصاءات المتوالية المبكرة والخيبة الكبيرة، ولاقتصر الحضور المغربي على كل من تشتم فيهم رائحة إعطاء هذا البلد النتائج ، والصورة المقبولة عن رياضاته ورياضييه وليس العكس ... لن يستطيع السي بنعبد النبي أن يؤكد أننا لم نخفق في الأولمبياد لأن ميداليتي بنحسي وجواد غريب يمكن أن نقول إنهما افتكتا من فم الأسد بجهد وعرق هذين البطلين ، اللذين شاهدنا كيف أنه حتى المدير التقني لألعاب القوى كيف كان يلتقط الصور مع أحدهما عند الوصول بمطار محمد الخامس ، بشكل يدعو حقا للتأكيد أنه لم يكن يعرف مستواهما إلا عندما كانا فوق منصة التتويج ، فماذا ترك لهواة الأوتوغرافات والصور أن يفعلوه اذا كان هو قد "تزاحم " من أجل ذلك مع المتزاحمين ، فهل لا يعرف حسناء بنحسي الى ذاك الحد ؟ وهو الذي يسطر ويخطط لألعاب القوى الوطنية....؟ نحن لا نقول إنه يجب معاقبة وقطع رأس كل المتخلفين عن الركب في بكين ، ولكن على المسؤولين أن يكونوا واقعيين معنا ومع أنفسهم ، ومع من وضع الثقة فيهم ، وأن يجلسوا الى الأرض لدراسة وتحليل أسباب إخفاق البعثة المغربية في بكين وتحديد المسؤول أو المسؤولين ومحاسبتهم؟?!? ولو أني أستبعد ذلك بحكم ما مررنا به من تجارب كان آخرها بهدلة كأس إفريقيا الأخيرة ، لأن فكرة العقاب, والحساب ليستا رياضيتين, ولان إخفاق بطل قد يرتبط بلحظة أو بظرف خارج عن إرادته, لكنها أصبحت ضرورة لأنه علي الرغم من إخفاقات كثيرة لا أحد يحاسب, ويتحمل المسؤولية, خاصة أن أصل الأزمة هم الأشخاص ، ولعل ما أشار اليه بعض الرياضيين خير دليل على أن هناك من يدفن الرياضة ويسير بها إلي الظلمات ، على غرار عدم تأهل رياضات كثيرة لهذا الموعد الرياضي العالمي الكبير... وينسى ويتناسى الكثيرون الحديث عنها. أخيرا نتمى أن " يعطينا " بعض المسؤولين " كثيرا من السكوت " لأن ليس لديهم ما يقولونه لنا غير " البهوت والتبوحيط"... من غير أن يتعلموا من الغير ولو قليلا من الإعتراف بالفشل...