حاليا، أنا فخور بفوزي بجائزة الثقافة الأمازيغية صنف المدرسين وأشكر جريدة «العلم» على إتاحة هذه الفرصة لي. وما يمكن قوله هو أن تدريس الأمازيغية بالمغرب أصبح واقعا داخل المنظومة التربوية وهو مكسب كبير طالما نادت به الحركة الأمازيغية، فالتلاميذ الآن يقرأون الأمازيغية ويكتبونها بحروفها «تيفيناغ» ويدرسون القراءة والتعبير والأناشيد بالامازيغية. وهذا شيء جميل و نشعر بارتياح إزاءه، لكن هذا العمل يجب أن يعمم ويشمل جميع المؤسسات التعليمية، ولابد من جعل مادة الأمازيغية إجبارية وأن تعمم على كافة أسلاك التعليم ولا يجب التوقف في تدريسها عند حدود الابتدائي وهي تصريحات خطيرة لأنها ستعصف بكل المجهودات التي بذلت مند ثماني سنوات. وحسب تجربتي الشخصية فقد اعترضتني عدة مشاكل و عراقيل في البداية، ومن هذه المواقف رفض بعض الآباء الذين ساهموا في تحريض آخرين على عدم تعليم أبنائهم الأمازيغية معتبرين ذلك عبئا ثقيلا ولا جدوى منه، بالإضافة إلى استفزازات كنا نتعرض لها يوميا، ولكوننا ناضلنا من أجل هذا المطلب استطعنا التغلب على أغلب العراقيل، وعانينا كذلك غياب الكتاب المدرسي وندرته، إضافة إلى ضيق الفترة الزمنية للتكوين التي لم تتجاوز خمسة أيام و تأخر وصول المذكرات الوزارية الخاصة بالأمازيغية للتعرف على المستجدات و الجديد في هذا المجال والتكوين في نظري يتطلب وقتا طويلا وعلى أقل تقدير يتطلب سنة تقريبا ولم لا تكون الأمازيغية في ذلك كباقي اللغات لأن تدريسها يتطلب التمكن منها و من منهجية تعلمها كما اسلفت، لذا نأمل مستقبلا أن يتم تكثيف الدورات التكوينية المحلية و الإقليمية والجهوية والوطنية لفائدة مختلف الفئات خصوصا المفتشين الموكول إليهم التأطير و تتبع تدريس الامازيغية. والآن هناك كتاب واحد معياري بجميع المستويات عوض ثلاثة التي كانت مقررة والمشكل يتجلى في عدم توزيع الكتاب المدرسي بالقدر المطلوب في المكتبات أو عدم توفره بالمرة . وهذه الاختلالات أدت إلى حرمان مجموعة لا يستهان بها من المتعلمين المستهدفين من التعلم الامازيغي ، نتمنى ان يتدارك هذا المسؤولون التربويون حتى تكون الاستفادة اعم مستقبلا. وهناك ملاحظة أساسية يجب أن يعرفها الجميع وهي أن تدريس الأمازيغية كان يعد من المستحيلات وأصبح اليوم واقعا لا مناقشة فيه. إلا أنني شخصيا غير راض عن الطريقة التي يتم بها حاليا، حيث الارتجالية والتسرع وضعف التكوين والمزاجية، فالنجاح الذي سيجعلنا جميعا متفائلين هو التسلح بالعزيمة و الإرادة وتكاتف جهود الجميع أساتذة وإداريين مفتشين وزارة مجتمعا مدنيا لإنجاح هذا الورش الوطني الهام.