أبرزت صحيفة «ليزيكو» الاقتصادية الفرنسية يوم الخميس، إرادة جلالة الملك محمد السادس في النهوض بالتنمية الاقتصادية والبيئة في آن واحد، وجعل البيئة «في صلب انشغالات البلاد». وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان «المغرب ينخرط في مجال التنمية المستدامة» بأن جلالة الملك دعا إلى إعداد ميثاق للتنمية المستدامة. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي، قوله، في معرض حديثه عن هذا الورش، إن « الأمر يتعلق بعمل إرادي»، لأن استهلاك المغرب من الكاربون لا يتجاوز طنين لكل نسمة في السنة مقابل 12 طنا كمعدل في أوروبا. وأوضحت الصحيفة أن وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة معنية بشكل مباشر بهذا الموضوع، لأن « التنمية المستدامة تمر عبر مخطط عمل يهم في الوقت ذاته مراعاة الصناعة المغربية في أفق سنة 2013 للمعايير الأوروبية المتعلقة بالتلوث وبناء بنيات تحتية ناجعة، سواء تعلق الأمر بالقطارات أو بمحطات توليد الطاقة الهوائية والشمسية». وأشارت إلى أن المغرب يتوفر حاليا على الترسانة التشريعية الضرورية، وطور برامج «طموحة» لمعالجة المياه العادمة والنفايات المنزلية وتحسين جودة الهواء وتجهيز المساكن في العالم القروي بالطاقة الشمسية. وأبرزت الصحيفة أن مجرد اعتماد معايير تكرير أكثر فعالية للغازوال، مكن من خفض مستوى المعادن في الهواء على صعيد المدن، مشيرة إلى أن المخططات التي تم اعتمادها يواكبها عمل تربوي وبرنامجين آخرين يرومان تحسين ظروف العيش والحفاظ على التنوع البيولوجي. وأوضح الشامي أن هذه البرامج يمثل فرصة للمستقبل من خلال تمكيننا من الربح على مستوى التنافسية وتطوير تكنولوجيات تحترم البيئة وخلق مناصب للشغل . واعتبر أنه ينبغي على المغرب أن يكون مجهزا ب 1400 ميغاواط من الطاقة الهوائية في أفق 2012 و500 ميغاواط على الأقل من الطاقة الشمسية سنة 2020 . وقال إن ذلك يتطلب استثمارات تقدر على التوالي ب19 و22 مليار درهم، وتوفير 10 آلاف و5 آلاف منصب شغل، مضيفا أن معالجة المياه والنفايات ستمكن أيضا من إحداث أزيد من 20 ألف فرصة عمل. وفي ما يتعلق بالبحث عن النجاعة الطاقية، اعتبرت الصحيفة أن من شأنها تحسين تنافسية الصناعات المغربية، والتي تحظى بإقبال كبير من طرف المجموعات الأوروبية الكبرى «التي تواجه صعوبات في مجال المناولة»، وذلك من خلال اقتصاد 15 في المائة من الطاقة المستهلكة في أفق سنة 2020. وأضافت أن المغرب سبق له أن أحدث بمدينة وجدة حضيرة صناعية تحترم البيئة، تنتج ألواح توليد الطاقة الهوائية والشمسية، ويتطلع إلى تصدير هذه التجهيزات إلى بلدان أخرى، خاصة الإفريقية منها.