تعرف مدينة سبتةالمحتلة أزمة ماء حادة وذلك بسبب قلة التساقطات خلال هذا الخريف. ويقدر الأخصائيون أن مجموع مخزون المياه لا يتعدى 23 في المائة أي ما يعادل 650 ألف متر مكعب وذلك عوض 414 285 . 2 متر مكعب في سنة مطرة عادية. كما أرجع المختصون هذه الأزمة أيضا إلى ضعف البنيات التحتية لتجميع الماء وتعرضها باستمرار للتوحل. وهكذا في ظل هذه الأزمة قررت سلطات المدينةالمحتلة أخيرا تزويدها بالماء عن طريق نقل المياه بواسطة بواخر من شبه الجزيرة الايبرية وذلك تفاديا لانقطاع الماء. وقد أطلقت سلطات المدينةالمحتلة في هذا الخصوص طلب عروض لعدد من الشركات الإسبانية المختصة من أجل مشروع نقل المياه من عدد من المناطق الإسبانية ومنها الأندلس في اتجاه المدينةالمحتلة. وتخشى سلطات سبتة السليبة من استمرار نقصان الماء بسبب قلة التساقطات التي تأخرت خلال بداية هذه الخريف وتعول على فصل الشتاء المقبل والتساقطات التي يشهدها لتجاوز هذه الأزمة التي تهدد استقرار السكان في المدينة كما تهدد وضعها الاقتصادي والسياسي. ويبدو أن موضوع الماء هو من المواضيع الشائكة التي تؤرق سلطات مدينة سبتةالمحتلة والتي إن لم تعبر عنه صراحة فإنها لا تخفي رغبتها في أن يكون هناك تعاون بين المغرب وإسبانيا من أجل تأمين مد المدينةالمحتلة بالماء. وهو ما لم تقم به السلطات المركزية الإسبانية. غير أن بعض الجمعيات ومنها الجمعيات البيئية قد طالبت من الحكومة المركزية الاسبانية مناقشة هذا الموضوع مع السلطات المغربية حول اقتسام أو توزيع ما تسميه «المياه الدولية» مستندة في ذلك إلى مرسوم ملكي يحمل رقم 2007 / 125 الصادر في 2 فبراير من نفس السنة والذي يشير إلى تعاون ملائم بين المغرب وإسبانيا في الوصول إلى تحديد واقتسام المياه في المدينتين المحتلتين بينها وبين المناطق المجاورة لها. وبالنسبة لسبتةالمحتلة فإن منابع واد «البومباس» توجد خارج الحدود الوهمية إلا أن ما يقلق سلطات المدينةالمحتلة هو أن مياهه تصل حسب زعمها ملوثة بسبب تربية المواشي. وعلى ما يبدو فإن سلطات سبتةالمحتلة لا تريد طرح هذا الموضوع مع المغرب لأنها تتجنب الأمر الواقع وهو أن سبتة ومليلية وبعد الواقع التاريخي والسيادي للمغرب فإنها محكومة أيضا بالانتماء إليه جغرافيا. لذلك فإن سلطات سبتةالمحتلة تفضل الاعتماد على شبه الجزيرة الايبيرية خاصة منطقة واد الكبير للتزود بالماء.