في لهفة من المد والجزر الثقافي، وطيش زلازل الأفكار المبتدعة، انطلقت نيران من بنادق إلى صدر الأدب المغربي مرة أخرى بحجة «الأدب اللاأخلاقي» ، وحري أن يسير الركب في تمجيد الأدب والأدباء، والسمو بهم إلى مكانة تليق بهم، عوض أن تسارع الأيدي لنسج خيوط شنق أدبائه وإن كانوا أمواتا. وتتجلى هذه النيران في مناداة البعض بمنع تدريس رواية «محاولة عيش» للكاتب المغربي الراحل محمد زفزاف (1945 2001)؛ هذه الرواية التي تم إقرارها منذ ثلاث سنوات في منهج السنة التاسعة من المرحلة الإعدادية. إن »الزفزاف» أكبر من هذا الهجوم، وهذا الستربينز الاعلامي الجاف، وإن كان الوسط الأدبي قد عانى الأمرين؛ أولا تطلب الأمر إقناع سدة القرار في تقرير المناهج الدراسية بضرورة تدريس الأدب المغربي بديلا عن الأدب الشرقي والغربي، والثاني تجلى في لحمة الأدباء بينهم في عدم إسقاط بعض الكتاب من السجل الأدبي (شكري نموذجا) . إن « محاولة عيش» ليست دائما رواية «لا أخلاقية» إنها أيضا تدافع عن المسحوقين في الوطن، وإبراز شظف الحياة في العالم السفلي وفضح نتانة القهر الإجتماعي والإقتصادي والنفسي ،إنها الرغبة للتعبير عن النقص في الوجود، وشغف الإنتصار للحياة، لأن لاشيء ، عظيم يتحقق في التاريخ بدون شغف.