تعيش مدينة سبتةالمحتلة على بعد أيام من عيد الأضحى على إيقاع جدل واسع بين السكان حول أمكانية إلغائه هذه السنة بسبب جائحة كورونا. حيث أن سلطات الثغر المحتل وبدواعي تجنب العدوى قررت إلغاءه، وهو القرار الذي أعلنه مستشار الصحة بمدينة سبتةالمحتلة خابيير غيريرو معتبرا أن ذبح الاضحيات والتي تناهز حسب أرقام السنوات المنصرمة ما يقارب خمسة آلاف من الأضاحي يشكل خطرا صحيا محدقا بسبب العدوى التي يمكن أن تشكلها عمليات الذبح وأيضا بسبب التجمعات العائلية خلال أيام العيد. قرار الحكومة المحلية لم يلق ترحيبا من طرف المسلمين الأصليين حيث ردت حركة من أجل الكرامة والمواطنة على لسان الناطقة باسمها فاطمة احمد في شريط فيديو ردا الحكومة المحلية بأن المسلمين لا يرتكبون جنحة بسبب إحيائهم لشعيرة عيد الأضحى. وأضافت أن ما يطلبه المسلمون بالمدينة هو أن تقوم السلطات بتوفير الإمكانيات والوسائل الصحية واللوجيستيكية الكفيلة بهذه الشعيرة خاصة تنظيم عملية الذبح مضيفة أن منظمتها ستدافع عن مطلب إقامة هذه الشريعة إلى آخر المطاف. رد فعل المسلمين الأصليين لم يمر دون أن يخلق شرخا وسط السكان ذلك أن جمعية إسلامية للمسلمين من الأصل الإسباني الذين دخلوا الإسلام وهي تضم حسب صحيفة الفارو دي ساوتا عددا قليلا من المسلمين وقفت موقفا إلى جانب موقف الحكومة وأعلنت أتها لن تضحي هذه السنة ليس لأسباب صحية فحسب ولكن لأسباب دينية مؤكدة أن عيد الأضحى حسب فهمها ليس واجبا وإنما هو سنة مؤكدة يمكن التخلي عنها. ولم تكتف هذه الجمعية بالإعلان عن موقفها بل إنها في بلاغ لها توجهت إلى المناصرين لفكرة إحياء العيد أي إلى المسلمين الأصليين متوجهة لهم بالنقد لأنهم يخلطون بين العيد وبين الخروف على حد تعبيرهم مستندين في ذلك إلى بعض التاويلات الفقهية التي أوردوا امنها بعض تأويلات الإمام السيوطي الذين يقولون أنهم ترجموا أحد متبه الفقهية واطلعوا عليه.. وما يلاحظ من خلال موقف الحكومة المحلية ومخلف مكونات السكان أن السكان من المسلمين المغاربة الأصليين في جهة والحكومة المحلية بمسلميها وغير مسلميها من أصل إسباني في جهة ثانية لا يتكلمون نفس اللغة فالفريق الأول متشبث بإقامة الشعيرة ويطالب بتوفير الظروف الصحية لذلك، والفريق الثاني يطالب بالتخلي عنها اعتبارا للظروف الصحية واللجوء إلى تعليلات فقهية ربما لا يفهمون فيها الكثير لتبرير موقفهم. وستكشف الأيام القليلة القادمة التي تفصلنا عن عيد الأضحى أي الفريقين سينتصر في هذا الجدل الذي يجسد بكل تأكيد فرقا كبيرا في القناعات والثقافة والسلوك الاجتماعي التي لم تستطع قرون من التعايش الصعب تذويبها حتى في هذه الآونة التي شهدت تغيرات ديمغرافية ليس في مدينة سبتةالمحتلة وحدها بل في كامل التراب الإسباني حيث أصبحت تعيش جالية مغربية مهمة تحتل في الكثير من الأحيان حسب الإحصائيات المرتبة الأولى بين الجاليات الأجنيبة في الجارة الشمالية.