خبراءُ يؤكدون استمرار الوباء حتى سنة 2021 ويحذرون من الاستهانة بخطورته يعكس تراخي عدد من المواطنين في التزام سبل الوقاية، أنهم فقدوا الخوف اللازم من خطر كورونا، رغم توالي تحذيرات الخبراء من ارتفاع عدد الحالات الحرجة والوفايات بسبب تسارع انتقال الوباء، وتوقعهم أنْ يستمر الفيروس التاجي معنا حتى العام المقبل، مع حدوث موجة ثانية أشد قسوة يسعى المغرب لتلافيها قبل الخريف القادم. واعتبر كمال المرحوم الفيلالي، خبير الأمراض التعفنية، أنّ عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي بالمملكة كان من بين الأقل في العالم، غير أنه بعد رفع تدابير الحجر الصحي ازدادت سلوكات التراخي لدى المواطنين، مما ينعكس على تكاثر الحالات الحرجة والوفايات. وقدّر أنّ البؤر التي ظهرت في كل من للا ميمونة وآسفي والعيون والآن بطنجة، هي دليل على خطر قادم. وشدّد الخبير نفسه، على أن الاستمرار في إهمال المغاربة لسبل الوقاية من كمامات وتباعد ونظافة شخصية وغيرها، سيدفعنا تدريجيا نحو موجة ثانيا من الوباء، وهذا ما تريد بلادنا تفاديه خلال هذه المرحلة من صراعنا مع كورونا قبل حلول الخريف المقبل. واستغرب الفيلالي، من فقدان المغاربة لخوفهم من خطر هذا الفيروس، والناتج برأيه عن مشاهدتهم لحالات الشفاء منه، وقلة الموتى بسبب. بيد أنه استدرك أن الشباب الذين يجدون في أنفسهم قوة على تجاوز الإصابة دون أعراض، عليهم ألاّ ينسوا أنهم قد يعرضون ذويهم من المسنين وذوي الأمراض المزمنة لخطر الموت بالعدوى. بدوره، يرى شكيب عبد الفتاح، أخصائي الأوبئة، أن لارتفاع عدد الحالات الحرجة والوفايات، عدة عوامل أولها العامل النفسي؛ حيث إن الكثير من المغاربة خلطوا بين الخروج من الحجر الصحي وانتهاء الجائحة، والحال أن الوباء مازال معنا حتى سنة 2021 حسب المتحدث. والعامل الثاني يقول عبد الفتاح، هو أن الكثير من الناس أصبحوا يستهينون بخطر الفيروس، وذلك انطلاقا من كون أغلب الحالات تكون دون أعراض. وأكد على أن الدراسات العلمية أثبتت أن هؤلاء يتعرضون لمضاعفات من بعد مرورهم بالمرض، كما أنهم شدودوا العدوى، مما يجعلهم يشكلون خطرا على مخالطيهم من المسنين وضعاف المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة. أما العامل الثالث حسب البروفيسور ذاته، فهو أن فصل الصيف الحالي يتصف بكثرة خروج الناس واختلاطهم ولا مبالاتهم، مما يفسر كثرة الحالات وبالتالي تفاقم الحرجة منها خاصة لدى المسنين، الذين يتعرضون للعدوى. وهذا يطرح سؤال المسؤولية المشتركة بين الناس. وبالأرقام، وفق الخبير، فقد انتقل عدد مرضى كوفيد19 في الإنعاش من 5 بمجموع التراب الوطني إلى 35 حاليا، مما يشكل ضغطا على أقسام الإنعاش ويحرم باقي المرضى منها، كما يؤثر سلبا على نفسية العاملين في قطاع الصحة، الذين يعملون منذ أربعة أشهر دون انقطاع. وجدد وزير الصحة، خالد آيت الطالب، الثلاثاء المنصرم، التحذير من سرعة انتشار الفيروس التاجي في بلادنا، مشددا على ضرورة انخراط المواطنين التام لإنجاح حملة تصدي المغرب للوباء. بينما قالت منظمة الصحة العالمية، في اليوم نفسه، إنه لا عودة للحياة الطبيعية في المستقبل المنظور بسبب كورونا، وأضافت أن هناك ارتفاعا مثيرا للقلق في إصابات الفيروس بعدة دول.