شهدت بعض المدن المغربية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تساقطات مطرية غزيرة. وهذه التساقطات هي عبارة عن زخات مطرية ناتجة عن خلية للسحب تكونت في المحيط الأطلسي. ومن المتوقع أن تستمر هذه الاضطرابات الى حدود يوم غد الخميس حيث ستبدأ السماء في الانفراج تدريجيا. فما كدنا ننقل أخباراً عن الفيضانات الكارثية التي عرفتها بعض مناطق المغرب النائية والتي خلفت ضحايا وخسائر مادية وبشرية حتى داهمت الأمطار المدن الكبرى، وهذه المرة كانت الرباط عاصمة البلاد. فقد تهاطلت على المدينة وفي غضون ساعات قليلة كميات من الأمطار ، إلا أن هذه الكمية وعكس توقع الناس كانت كافية لإغراق مدينة الرباطوسلا وبعض المدن وقرى أخرى وشل حركتها حيث غرقت جل الأحياء والمحاور الطرقية في وسط وعلى مدار المدينة في فيضانات للمياه تسببت في توقف حركة المرور حيث شوهدت السيارات وهي تغرق في المياه كما شاهد المواطنون طوابير طويلة من السيارات والحافلات وهي متوقفة. ولم يصل المستخدمون والموظفون إلى مقرات عملهم إلا في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف. واستمر الضغط على الطرقات ساعات أخرى بعد هذا التوقيت. وقد تسببت هذه الأمطار في حوادث سير قاتلة ذهب ضحيها عدد كبير من الناس. وفي مدخل سلا على سبيل المثال لقي خمسة أشخاص مصرعهم إثر حادثة سير سببها الانزلاقات. كما تسببت الأمطار في خسائر مادية مهولة، ولم تنج جريدتا العلم ولوبنيون من هذه الكارثة حيث غمرتها المياه الآتية من شارع الحسن الثاني وتسببت في أضرار تعد بمئات الملايين من السنتيمات . وكما هو معلوم فإن السبب كان انسداد المجاري بشارع الحسن الثاني مما أدى بالمياه المتجمعة بسبب ضعف البنيات التحتية الى الإنسياب الى مطبعة الرسالة متسببة في إغراقها وخسارة كل أوراق الطبع وتوقف آلات الطباعة التي لم يحدد حتى الآن حجم الخسارة التي لحقت بها. ومما يلاحظ أن الأمطار التي شهدتها الرباط كانت قوية حيث بلغت 32 مليمترا في حدود ساعتين أي من الساعة 7 إلى التاسعة صباحا في الرباطوسلا و 8 في الدارالبيضاء و 33 في وجدة 13 في العرائش حيث سجلت 13 ملميترا إلا أن ضعف البنية التحتية للمجاري المائية كان هو السبب في الكارثة التي عرفتها مدينة الرباط والخسائر التي خلفتها مياه الأمطار المتساقطة.