حرصت إدارة المخيم الخامس الذي نظمته الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بمدينة أزمور في الفترة ما بين 9 إلى 20 غشت الماضي تحت شعار: «مستقبل الأمازيغية في أطفالها» على إعداد برنامج بيداغوجي غني ومكثف بمواد تربوية وترفيهية وثقافية تهدف إلى توفير مستلزمات الاستقرار والإستفاذة للأطفال. وقدم إلى هذا المخيم، الذي ضم نحو 200 طفل و30 إطار تربوي، أطفال من عدد من المدن سواء منها المتواجدة في الجنوب كورزازات، أيت باها، أكادير، الدشيرة، أو الموجودة في الوسط كالقنيطرة، سلا، الرباط، والدارالبيضاء، هذه الأخيرة التي استقدمت منها الجمعية وبتنسيق مع إحدى الجمعيات العاملة مع طفولة الأحياء الهامشية بسيدي عثمان حوالي 30 فتاة، كانوا في ضيافة المخيم خلال فترة ال 12 يوما من عمر المخيم، والتي إستفذن منها من مجموعة من الأنشطة التربوية والثقافية، وقد انبهر العديد من الأطر والزوار وكذا أعضاء تلك الجمعية بمستوى اندماج تلك الفتيات، وقدرتهن على حفظ العديد من الأناشيد الأمازيغية، وتمكنهن من العديد من الكلمات بهذه اللغة، الشيء الذي مكنهن من المشاركة بشكل فعال في السهرة الختامية، والتي تجاوب مع فقراتها الجمهور الحاضر في السهرة خصوصا من باقي المخيمات القاطنة بنفس الفضاء والتي وصل عددها في هذه المرحلة الأخيرة إلى ست مخيمات. وعرفت الأيام الأولى أنشطة مكثفة ركزت على تلقين الأطفال معارف جديدة ومعلومات مهمة حول اللغة والثقافة الأمازيغية من خلال ورشات الإنشاد التي يعدها الإطار التربوي سعيد جكان، وورشة تعليم تيفيناغ التي يتكلف بها الأستاذ مولود أيت أوبو، بالإضافة إلى المعامل التربوية الخاصة بالورق حيث يقوم الأطفال بتأطير من الأستاذ مصطفى بوخبيان برسم حروف وأشكال هندسية نابعة من التراث الأمازيغي العريق، يتم بها تزيين مرافق المخيم، كما يتم توظيفها في معامل أخرى، وكانت ورشة تعليم الموسيقى إحدى الورشات الأخرى المهمة والتي يعدها الأستاذ محمد زكي، وتعتبر ورشة الفنون الأمازيغية أحد الورشات الجديدة في هذه الدورة التي سهر عليها الإطار التربوي لحسن الدامولاي، يعلم من خلالها للأطفال الرقص التقليدي الأمازيغي، وقواعده الأساسية وطرق إتقانها، كل هذه الورشات ساهمت في إغناء الرصيد المعرفي والمهارات اليديوية والمعرفية لدى الأطفال المستفيدين ومكنت من تحديد واختيار الفرق التي ستشارك في السهرة النهائية. وتم توظيف إذاعة المخيم هذه الدورة بشكل مهم من خلال إعداد برامج يومية مناسبة لكل فترة زمانية داخل البرنامج القار، وقد سهر الإطار عمر إذثنين على إعداد هذه البرامج وتنشيطها على مدار اليوم، الشيء الذي جعل الإذاعة في قلب المخيم تساهم بشكل يومي في تنشيط فقراته المتعددة إلى جانب برامجها القارة، كما هو الحال مع برنامج «تيفاوين أتازانين» والذي يبدأ بثه من الساعة الثامنة صباحا وإلى حدود الساعة العاشرة، وهو برنامج ترفيهي وثقافي في نفس الوقت يقوم بالمزاوجة بين التنشيط الموسيقي والمحتوى الثقافي من خلال فقرات كفقرة المذكرة اليومية يتم فيها إخبار المخيم بمعلومات مهمة عن الطقس ومعلومات خاصة عن البرنامج اليومي وبرنامج التغذية.