من منا لم يواجه إعلانات دعائية من شركات او رسالة من امرأة او رجل يدعي فيها ان لديه اموالا يحتاج الى تحويلها باسم شخص لقاء نسبة مغرية من هذا المال وأساليب كثيرة يحاول المحتالون والنصابون اغراء مستخدمي الانترنت عبر بريدهم الالكتروني وقد ذهب ضحايا هذه الجرائم الكثير من المغفلين والسذج . وأفاجأ في بريدي الالكتروني بشكل دائم الكثير من رسائل هؤلاء النصابين والمحتالين المفخخة ومنهم من الجنس اللطيف ايضا (على سبيل المثال احداهن ادعت انها ابنة الجنرال السوداني الراحل جون قرنق) فاطلع عليها وابطل مفعولها بقليل من الذكاء واضحك عليهم كثيرا، فالرسائل هذه لاتحتاج الا الى الفطنة قليلا ليكتشف الانسان بنفسه خداعهم، ويذكر الكاتب خالد مصطفى المقيم في كندا بعض أساليب الاحتيال ومنها يرسل لك شخص ما فجأة وهو نكرة، غير معروف لديك رسالة على بريدك الألكتروني، والله أعلم كيف حصل عليه، من جريدة أو من تعليق على خبر أو من صديق أو من شركة مبيعات أو ما شابه ذلك، والرسالة تكون ودية جدا يطلب فيها الكاتب مساعدتك (له أو لها) بتحويل مبلغ كبير من المال لحسابك الشخصى مقابل منحك عمولة تصل من 5% الى 15% من المبلغ الإجمالي الذي يعلن عنه بأنه خمسة ملايين أو عشرة أو عشرين مليون دولار أمريكي، ونسبة عمولة من خمسة الى خمسة عشر بالمائة من هذا المبلغ الضخم، يسيل لها لعاب المرسل اليه، يعنى ستصبح مليونيرا بين ليلة وضحاها. وكثير من متلقي تلك الرسائل الألكترونية يعتقدون أن لا ضير من اعطاء المرسل رقم الحساب واسم وعنوان البنك للمساعدة فى تحويل المبلغ الخيالي، الذى سيحصلون منه على عمولة مجزية من خمسة الى خمسة عشر بالمائة، ويرسلون لك أحيانا صورة لفتاة مع صورة لحساب البنك تدعي الفتاة أنها ورثت عن المرحوم أبيها كل تلك الملايين العشرة ولكن أعمامها الشياطين الذين ربما كانوا وراء مقتل أبيها يريدون الهيمنة على المبلغ المودع باسمها كوصية من المرحوم أبيها، والمسكينة عمرها 18 سنة فقط ولا تستطيع التصرف بالمال قبل بلوغها سن الخمسة وعشرين سنة وهى بحاجة لوصي على أموالها فوقع اختيارها عليك (لأنك صاحب شهامة ومروءة) طبعا من دون سابق معرفة، وتريدك أن تقوم باحضارها لكندا وتشرف على ادارة ثروتها وتقوم بتدريسها بالجامعات الكندية وتصرف عليها من مالها بالمعروف حتى تتخرج، ثم تهبك نفسها وتتزوجها حتى ولو كنت متزوجا، فالدين الإسلامي يسمح لك بتعدد الزوجات، وستعطيك نسبة 15 % من المبلغ الأصلي تتصرف به كما تشاء، فقط احمها وخلصها من شرور أعمامها الذين يريدون الاستيلاء على ثروتها التي ورثتها عن المرحوم أبيها. وحين تبدأ بالتجاوب معها، تبدأ عمليات الابتزاز، تقول لك المبلغ مودع بحساب الأمانات ويحتاج لمصاريف لتخليصه وما عليك الا بالاتصال بمدير البنك (الدكتور أوسمان ألي) عثمان علي (Dr. Osman Ali)، و دكتور لقب كبير يضفي نوعا من الاحترام والطمأنينة فى نفس المتلقي، وحينما تبدأ بالاتصال الهاتفي، تجده انسانا ساذجا وجاهلا لا يجيد اللغة الانكليزية حتى، لكن الرسالة التى وصلت منه ومنها مكتوبة بلغة محترفة، ويعطيك اجابات ضبابية غير مفهومة ويكثر من الالحاح على ضرورة تحويل مصاريف لانجاز المعاملات لتحرير الحساب من الحجز وتحويله لك كوصي جديد ومؤتمن من قبل الوريثة الشرعية ويبدأ الطلب بمئات الدولارات، ثم تفاجأ بعد التورط الأول بطلب بضعة آلاف وأن المبلغ فى الطريق لحسابك، وعند الاستجابة الثانية يطلبون مبلغا أكبر لأن هناك وثيقة أخرى يجب تحريرها وتحتاج لخمسة آلاف دولار أخرى، وفجأة تجد نفسك أنك تورطت فى قضية تجاوزت تكاليفها عشرة آلاف دولار، وأعرف شابا إيرانيا تورط في قضية نصب وخداع على الانترنيت وابتزوا منه 65 ألف دولار وذهب بنفسه إلى نيجيريا مصدر النصب والاحتيال، ولم يجد مخلوقا هناك وعاد بخفي حنين بعد أن سرقوا منه كل تلك المبالغ التى تجاوزت الخمسة وستين ألف دولار، وانتهى الأمر به لخراب بيته وتطليق زوجته وفقدان منزله (كله بسبب الطمع وعدم تمكنه من استقراء الحيل قبل أوانها).