أطلق خبراء التقنية تحذيرات جديدة من أن مواقع التعارف الاجتماعي أصبحت بمثابة مرتع لمجرمي الانترنت حيث تحتوى على كم هائل من البيانات الشخصية التي يجرى استخدامها الآن بشكل متزايد للاحتيال على متصفحي الشبكة الدولية. ويقول الخبراء في الوكالة الاتحادية الألمانية لأمن تكنولوجيا المعلومات ومقرها برلين إن مواقع التوظيف أيضا تعطى مجرمي الانترنت الفرصة للاحتيال على الباحثين عن فرص العمل واستدراجهم لإفشاء معلومات مهمة خاصة بهم. يقوم الشخص في هذه المواقع بتأسيس «بروفايل» لنفسه يتضمن معلومات شخصية عنه، والأفلام والكتب والمواقع التي يفضلها، وغير ذلك من المعلومات، ثم يحدد أصدقاءه الذين يدعوهم لفتح صفحات شخصية، ويقوم بربط تلك الصفحات بصفحته، وكل صديق يقوم بصناعة شبكته الاجتماعية، مما يعني في النهاية أن تكون لك شبكة اجتماعية واسعة تضم مئات أو آلاف الأشخاص من الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء وأصدقاء أصدقاء الأصدقاء وهكذا. ويقول ماريت هانسن نائب مدير مكتب حماية الخصوصية في ولاية شليزفيج – هولشتاين إن الشباب عادة لا يبدون الحرص الكافي عند التعامل مع بياناتهم الشخصية. وينصح هانسن الشباب الذين يترددون على مواقع التعارف الاجتماعي باستخدام أسماء مستعارة لحماية أنفسهم من السقوط في حبائل مجرمي الإنترنت. ويرى الخبراء في مجال الأمن الإلكتروني أن مستخدمي مواقع التعارف الاجتماعي مطالبون بضرورة توخي الحذر عند تلقي رسائل تتضمن دعوات للانضمام إلى أماكن أخرى. وبرر خبراء شركة سيمانتيك ذلك لأنه في كثير من الأحيان، تكون هذه الدعوات ستارا يستغله قراصنة الإنترنت للاطلاع على البيانات الشخصية الخاصة بالمستخدم واستغلالها في عمليات الاحتيال التي تتم عبر الشبكة الدولية. وأضافت الشركة أن المواقع المتخصصة في إرسال الرسائل الإلكترونية الدعائية تقتنص ضحاياها من مستخدمي شبكات التعارف الاجتماعي الذين يستقبلون على بريدهم الإلكتروني سيلا من هذه الرسائل المزعجة. عرفت هذه المواقع نموا بطيئا إلى أن بدأ موقع MySpace يسيطر على الساحة عندما أصبح أكثر عشر مواقع زيارة في العالم، ليأتي إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ ويشتري الموقع ب65 مليون دولار، وحينها بدأت الأضواء تتسلط على مواقع الشبكات الاجتماعية، والتي تنامت بشكل سريع جدا، ولكل منها وصفته الخاصة والجمهور الذي يركز عليه والميزات الخاصة به (لا يوجد حتى الآن أي موقع عربي يتضمن شبكات اجتماعية باستثناء مواقع مشاركة الصور الشخصية). وينصح الخبراء مرتادي مواقع العارف الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«بيبو» و«ماي سيبيس» بأن لا يكشف المستخدم لها الكثير من أسراره الخاصة والبيانات الشخصية ولاسيما أسرار الحياة الخاصة التي ينبغي توخي الحذر في إفشائها. ويزيد هذا الخطر بشكل كبير فى المواقع التي قد تطلب بعض الطلبات الغريبة مثل نشر إعلانات شخصية على الصفحة ومن المشاكل الأخرى للمواقع الاجتماعية كشف الهوية ومحاولة استخدام البعض ذلك في تغيير البيانات على الصفحات الشخصية ومن بين وسائل مكافحة ذلك عدم استخدام ما يدل على الشخص في كلمات المرور بمعني عدم استخدام أسماء الأطفال أو تواريخ الميلاد في كلمات المرور. وتأتى هذه التحذيرات تزامناً مع أخرى أطلقها خبراء حماية الإنترنت، من الوقوع في شراك ما أطلقوا عليه «الجريمة المنظمة» عبر كشف معلومات قيمة وتبادل العناوين الصحيحة وحتى أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية ، لان هذه المواقع سهلة الاختراق ويمكن أن تستخدم للابتزاز، خاصة أن التكنولوجيا المستخدمة فيها تسهل على العصابات استهداف بعض البسطاء وقد تُعرض حتى الأطفال للخطف ، فليس مستخدم الانترنت العادي وحده من يحب المواقع الاجتماعية، بل القراصنة أو «مجرمو الشبكة» أيضا. ويتوقع الخبراء حاليا أن هذه المواقع، ومن بينها المواقع الشهيرة «Face book» و»My space» و«Orkut»، ستصبح من أهم أهداف القراصنة هذا العام. والمعروف أن هذه المواقع عرفت إقبالا منقطع النظير في 2007، حيث يحمل عليها المستخدمون معلومات شتى عن حياتهم الشخصية والمهنية والأنشطة التي يقومون بها. ويقول ديفد بورتر من شركة ديتيكا للأمن على الانترنت إن هذا التوجه الجديد سيجعل القراصنة يتخلون عن حملاتهم ضد أنظمة التشغيل مثل ويندوز ومحاولاتهم استغلال ثغراتها من أجل سرقة البيانات. ووفقا لتقرير نشرته الأسبوع الماضي شركة «كومسكور للأبحاث» عن التسويق على الإنترنت تلقت مواقع التعارف أكثر من 500 مليون زائر، علماً بأن متصفح الانترنت غالباً ما يستعين بمواقع عدة. كما تطال هذه الظاهرة كل الدول حيث يطغى موقعا «ماي سبيس» وموقع «فيس بوك «، كما تتبلور مئات المواقع المحلية بسرعة قياسية. أرباح قياسية وملايين الإعلانات بالإضافة للإعلانات، فإن هناك أسلوبا آخر مثل حلا سحريا للشركات التي بدأت تقتنع أنها بحاجة لما هو أكثر من الإعلان التقليدي الذي يتم استهلاكه مع إعلانات كل الشركات المنافسة دون أن يلمس المستهلك أي فرق بينها. بالنسبة إلى المعلنين، فهم يعرفون أن أقوى أساليب الإعلان هو الاتصال الشخصي، فأنت قد تسمع ألف إعلان عن جوالات جديدة، ولكن صديقك بمجرد أن يخبرك بأن هذا الجوال (الموبايل) هو الأفضل وأحسن المحلات لشرائه هو هذا المحل، فإنك سرعان ما تشتري الجوال حتى لو لم تشاهد عنه أي إعلانات. مواقع الشبكات الاجتماعية قد تحل هذه المعضلة أمام المعلنين، حين تقوم بتوظيف أولئك الأشخاص «النشيطين» الذين يوجد لديهم آلاف الأشخاص ضمن شبكتهم الاجتماعية، فيقوموا بإقناع أصدقائهم بشكل غير مباشر بالسلعة أو الخدمة الجديدة التي يراد الإعلان عنها. وهناك قناعة واسعة بأن أسلوب «الشبكات الاجتماعية» سيكون له مكان خاص في عالم الإعلان في المستقبل ولهذا السبب بدأ ضخ الميزانيات الضخمة في مواقع الشبكات الاجتماعية.