مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر محمود درويش أصدر د. فاروق مواسي كتابًا جديدًا له تحت عنوان : محمود درويش – قراءات في شعره صدر الكتاب عن دار الهدى للطباعة والنشر كريم ، ويقع في نحو تسعين صفحة من القطع الكبير. والكتاب مؤلف من خمس دراسات كان الباحث قد أعدها ليلقيها في مؤتمرات دولية. فالمقالة الأولى كانت المالئ الجديد للدنيا والشاغل للناس ، محمود درويش – المتنبئ الآخر ألقاها في جامعة النجاح في مؤتمر حول إبداع درويش سنة 2008. والدراسة الثانية هي : قصيدة إلى أمي وتفاعل اللغة فيها ألقاها في مؤتمر جامعة بير زيت وسبق أن ألقاها في الحفل التأبيني الذي عقده مجمع اللغة العربية في حيفا). وكانت دراسة سجل أنا عربي وأدب المقاومة قد ألقيت في مؤتمر الجامعة الأردنية النقدي تحت عنوان اللسانيات والأدب - أما دراسة الخطاب المشحون في الحوار السجالي مع إسرائيليين فقد ألقيت في مؤتمر جامعة سوسة – تونس (الخطاب السجالي ). وتبقى قراءة أولى في قصيدة الهدهد، وهي مداخلة شارك فيها الباحث مع نخبة من الدارسين قبل سنين ، وكان أن أعدها مواسي لتنشر هي والمداخلات الأخرى في مجلة الجديد سنة 1991) . وقد أثبت المؤلف على ظهر الغلاف ما يلي: مع صحبتي له ولشعره- صحبتي له في بضعة لقاءات لا تتجاوز أصابع اليد، وصحبتي المتواصلة لكتابته مع حروف له أو عنه- كنت أتساءل من قبل ومن بعد: ما سر هذا التألق؟ هذه الشعبية؟ هذا الاستقبال الحقيقي والمجازي؟ كيف تسنى للكلمة أن تجد لها من يضفي عليها طابع القداسة- مع تباين في مستويات المتلقين وتأويلاتهم؟ يوم أن شاركت في جنازة الشاعر المَهيبة شاهدت بأم عيني دموعي ودموع الناس، وساعة أن حملوا جثمانه تمنيت أن يحمله الشعراء وأرباب الحروف، ولحظة كان صوته المسجل يقرأ كان خشوع، وكنا وكأن على الرؤوس طيور الحزن، تتلو بصمت قصائده. تابعت ما ينشر عبر الإعلام الورقي والصوتي والمشهدي والألكتروني، تصفحت أو شاهدت أو أنصتّ لجل ما قيل في الغائب الحاضر: آلافًا مؤلفة من النصوص بصدقها وأصالتها أحيانًا، وبتدبيجاتها وبغلوها أحيانًا كثيرة. وندر بين الأدباء من لم يدل بدلوه – من المحيط إلى الخليج- ، ليعبر كل بأسلوبه عن فداحة الرحيل، وتنافس الشعراء والكتاب والسياسيون في تلاوة آيات الأسى والشجن.