أكد مدير البرنامج العلمي في المعهد الدولي للمياه في ستوكهولم يان لوندكويست أن نصف المياه المستخدمة في الزراعة تتعرض للهدر, مما يسهم بشكل كبير في شح الموارد المائية عالميا. وأوضح لوندكويست, في مؤتمر دولي في ستوكهولم اختتم أمس الجمعة, أنه «يتم إهدار كميات هائلة من المياه على الأغذية التي تنتجها, لأن50 في المائة من المزروعات تتلف أو تهدر», مؤكدا أنه «ينبغي تغيير العقليات». وفي تقرير له, أكد المعهد الدولي للمياه, الذي نظم أسبوع المياه العالمي في العاصمة السويدية, أنه يتم تبديد كميات هائلة من الغذاء, وبالتالي من المياه, في الحقول وأثناء النقل, وفي المتاجر الكبرى, والمطاعم ومطابخ المنازل. وكشف تقرير المعهد بعنوان «توفير المياه : كيف نقلص الهدر في السلسلة الغذائية من الحقل إلى الصحن» أن حوالي30 في المائة من الأغذية تبدد سنويا في الولاياتالمتحدة, وهو ما يشكل خسارة بقيمة48 ر3 مليار دولار. وأضاف التقرير أن ذلك «يوازي40 ألف مليار لتر من مياه الري, أي ما يكفي لسد حاجات500 مليون شخص». وتتوقف طريقة إهدار الغذاء بشكل أساسي على المجتمع الذي ينتجه ويستهلكه. ففي الدول الفقيرة, على سبيل المثال, غالبا ما يكون السبب في خسارة المزروعات عدم وجود بنى لتخزين المواد الغذائية وحفظها في بيئة باردة, أو سوء حالة وسائل النقل. وتشهد المجتمعات الأكثر ثراء أكبر نسبة من الهدر عند الاستهلاك, وما يفاقم من تبديد المياه تغيير العادات الغذائية وتزايد الطلب على المأكولات التي يتطلب إنتاجها استخدام الكثير من المياه, كلحم البقر. وأشار لودكويست إلى أن المجتمعات المدنية فقدت الإحساس بالواقع حيث يجهل الناس من أين تأتي أغذيتهم, وما يتطلبه إنتاجها, مضيفا أن الكليوغرام الواحد من لحم البقر يستلزم ما بين10 إلى15 طنا من المياه. وحسب تقرير معهد ستوكهولم يتعين على الحكومات, في الوقت الذي يكافح فيه العالم من أجل توفير الغذاء والمياه للعدد المتزايد من سكان الكوكب, السعي إلى تقليص الهدر في الأغذية بنسبة 50 في المائة على الأقل مع حلول عام2025 .