انكب خبراء يمثلون عددا من البلدان، اليوم الاربعاء بالرباط، على مناقشة إشكالية فواقد مياه الشرب في المنطقة العربية، وكذا البحث عن الحلول الناجعة لهذه الظاهرة. ووعيا منهم بأن الماء يوجد حاليا في صلب الرهانات الاقتصادية والاجتماعية والترابية والبيئية وبأن شح وتدهور جودة المياه يشكلان مصدر معاناة أزيد من ملياري نسمة، أكد هؤلاء الخبراء (أزيد من 200 مختص في مجال تدبير قطاع الماء بالمنطقة العربية) على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءت عاجلة وملائمة من أجل تقليص الضغط على مصادر المياه. وبحسب وثيقة وزعت بالمناسبة، فإن فواقد المياه تعد مشكلة مشتركة لمعظم مرافق المياه في العالم، وخصوصا بالبلدان التي تعاني من شح المياه، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل سريع لاتخاذ الاجراءات الناجعة للحد من الضغط على مصادر المياه الشحيحة والثمينة، مبرزة أن الفواقد من المياه بسبب عدم تسديد استهلاكات المياه من قبل المواطنين وكذلك الفواقد بسبب التسربات في أنظمة التزويد تحتاج إلى استراتيجية إدارية في المجالات الفنية وخدمات المشتركين. واعتبر هؤلاء الخبراء خلال "مؤتمر إدارة فاقد المياه في المنطقة العربية" الذي ينظمه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمعهد الدولي للماء والصرف الصحي التابع له، أن مواجهة إشكالية المياه تتطلب تعبئة كافة المتدخلين العموميين والخواص، وجهودا مكثفة من أجل استخدام التقنيات الجديدة التي من شأنها وضع حد لأسباب هذه الاشكالية، ومنها على الخصوص تسربات المياه. وشدد هؤلاء الخبراء على ضرورة تبادل الخبرات بين البلدان العربية وتكوين أطر متخصصة تعمل في ميدان تدبير المياه الصالحة للشرب. وفي كلمة بالمناسبة، استعرض كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود تجربة المغرب في مجال تدبير واقتصاد المياه، مؤكدا على أهمية تكوين الموارد البشرية والنهوض بالبحث العلمي وإشراك القطاع الخاص من اجل التوصل إلى حلول ناجعة لاشكالية فواقد المياه. من جهتها، أبرزت رئيسة الجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا) السيدة نادية عبدو الخطوط العريضة لعمل هذه المنظمة، مشيرة إلى أن إشكالية نذرة موارد المياه في المنطقة العربية تتطلب مضاعفة الجهود خاصة من خلال استخدام التقنيات الجديدة ودعم الابحاث العلمية في مجال اقتصاد المياه. وينظم هذا المؤتمر الإقليمي، لأول مرة بالمنطقة العربية بمشاركة مسؤولين سامين بمنطمات دولية في قطاع الماء، بتعاون، على الخصوص، مع الجمعية العربية لمرافق المياه والأمم المتحدة من خلال برنامج المياه في المنظمة الأممية/ برنامج تنمية القدرات والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركاء آخرين. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر، الذي يستمر على مدى يومين، تنفيذا لتوصيات الورشة الدولية حول التقليص من فواقد المياه الصالحة للشرب التي نظمت في بون (المانيا) سنة 2008.