يبدو أن مهرجان مسرحيد لمسرحيات الممثل الواحد بالعربية، آخذا في التطور، سنة بعد سنة، فبعد أن استضاف العديد من الفنانين من المناطق الفلسطينية المحتلة وحصلوا على جوائز متعددة، قام باستضافة مسرحيين من الدول الأجنبية أيضاً، وها هو اليوم قد استضاف خلال أيام 11 و12 و13/8/2009 فرقتين من المغرب، الأولى فرقة الأفق التي تقدم مسرحية إنسان والثانية فرقة مسرح الناس التي تقدم مسرحية مذكرات أبله.. مسرحية إنسان من تأليف وتمثيل الفنان المغربي إدريس أكلا، ويقول إدريس: الإنسان ليس اسما أو مهنة.. ليس لونا أو وزنا.. الإنسان وجود، روح.. لا شيء يعبر عنا أكثر من وجودنا معا كأجزاء متصلة تنتمي إلى حقيقة واحدة.. تعددت الوجهات والمسالك.. وبقي الإنسان.. أما مسرحية مذكرات أبله فهي مأخوذة عن قصة الكاتب الروسي نيقولاي غوغول مذكرات مجنون وقد قام بإعدادها للمسرح وإخراجه المسرحي المغربي الطيب الصديقي، والذي يعتبر من أشهر المسرحيين في المغرب والعالم العربي، وهي شهرة لعبت شخصيته بحضورها الصاخب دورا رئيسيا في صنعها. بدأ الصديقي نشاطه في «فرقة التمثيل المغربي» التابعة لمصلحة الشبيبة والرياضة، وأسس عام 1957 بطلب من الاتحاد المغربي للشغل ب«المسرح العمالي» بالدار البيضاء، وبعد عدة مساهمات في فرقة المعمورة بالرباط عاد للاستقرار بالدار البيضاء، فانشآ عام 1963 فرقة تحمل اسمه، ثم أسس فرقة المسرح البلدي الذي كان يشغل فيه منصب المدير، ومنذ 1974 أصبحت الفرقة تحمل اسم «مسرح الناس» وهو الاسم الذي ما زالت تحمله حتى اليوم وتقدم عروضها في إطار المسرح الجوال. يقول صديقه المسرحي عبد الواحد عوزري إن «المسار الفني الشخصي للطيب الصديقي يلخص لوحده كل مسار المسرح المغربي خلال مرحلة الستينات والسبعينات، كما يكشف عن بعض جوانب المبادرات التجديدية في المسرح العربي». يلعب بطولة المسرحية الفنان المغربي المعروف محمد زهير وهو مدير فرقة الرباط الفنية، يمارس التمثيل والإخراج السينمائي على حد سواء في عالم المسرح والسينما المغربية. ومن بين أعماله التمثيلية الناجحة فيلمي خيط الروح و رحمة. تخرّج زهير من قسم الفلسفة وعلم الاجتماع، ودرس في فرنسا لحوالي عشر سنوات. ثم مثّل أدوارا مع إحدى فرق مسرح الهواة؛ لأنه كان دائما يعشق المسرح والموسيقى.