> > > يعتبر المسرحي جمال العاقل أحد الفاعلين في هذا الحقل الفني الأكثر صعوبة في بلادنا لما يتطلبه من جهد وصبر وإبداع وعمل مضني، حيث يدير بأناة فرقة مسرح الشمال النشيطة بمدينة تطوان، التي تدخل البهجة على العديد من أطفال تطوان بتحبيب المسرح لهم و بتقديم أعمال مسرحية جادة، كما تسهر على تنظيم مهرجان لمسرح الطفل بتطوان كل سنة، إلا أنها تلاقي صعوبات جمة على صعيد تدبير هذا المهرجان الذي يعد مكسبا للمدينة وأطفالها رجال الغد، عن أجواء المهرجان، والإكراهات المادية وعدم اكثرات المسؤولين بالمهرجان والفرقة يحدثنا جمال العاقل في هذا الحوار . *************** باعتباركم رئيس جمعية فرقة مسرح الشمال المنظمة للمهرجان ، حدثنا عن الظروف العامة لهذه الدورة ؟ > قبل أن استرسل في الحديث لا بد أن اشكر جريدة العلم على مواكبتها المتميزة لفعاليات مهرجان تطوان لمسرح الطفل ، الذي أطفأنا هذه السنة شمعته السابعة في نفس الأسبوع الذي احتفل فيه المغاربة قاطبة بذكرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن ، فكان هذا المهرجان بمثابة احتفال أشركنا فيه أطفال تطوان بهذه المناسبة الغالية عودتنا جمعية مسرح الشمال على الجديد كل دورة ، ما هو جديد هذه السنة ؟ > هذه الدورة تميزت أولا بتغيير اسم المهرجان و هذا يدل على تطور هذا المولود الثقافي الفتي الذي نكابد الأمرين في سبيل العناية به و الحفاظ عليه و على استمراريته و تألقه و تقديم أطباق مسرحية مميزة من خلاله تسمو بذوق الأطفال الحاضرين و تطير بهم في سماء الإبداع رغم الاكراهات التي واجهناها و نواجهها في معرض حديثكم عن حيثيات هذه الدورة أشرتم الى اكراهات واجهتموها خلال تنظيم المهرجان ، هل تستطيع أن توضح أكثر ذلك ؟ > لا يخفى على أحد أن الفاعلين الاقتصاديين ببلدنا و خصوصا بهذه المدينة الجريحة ثقافيا و فنيا لا يولون أي اهتمام بالأنشطة الثقافية و يغفلون أن الإشعاع الثقافي و الفني يمكن أن يشكل قاطرة تجر المدينة نحو إقلاع اقتصادي و سياحي حقيقي ، و لكن لا حياة لمن تنادي في ظل النزعة البرغماتية القاصرة التي تسيطر على تفكير هؤلاء . أما فيما يخص المسؤولين الثقافيين و ممثلي السلطة و المنتخبين فقد كان غيابهم أكثر و قعا ، و تجلى ذلك بالملموس يوم الافتتاح إذ لم نحظى منهم بأي التفاتة و ظلت مقاعدهم شاغرة في تعبير صارخ عن لامبالاتهم بالعمل الثقافي و الفني . ما هو تقييمكم للدورة السابعة ؟ > رغم الاكراهات المادية و البيروقراطية التي واجهناها هذه السنة فاني أعتبرها ناجحة بكل المقاييس ، اذ شاركت فيه العديد من الفرق المسرحية الوازنة كفرق الفوانيس من تازة ، العرائس المراكشية ، و غيرها من الفرق الوطنية التي لها حضور قوي في الساحة الفنية المغربية التي أتحفت الجمهور الحاضرة بأعمال مسرحية راقية . نجاحنا كان أيضا نجاحا تنظيميا و جماهيريا ، اذ حققنا نسبة متابعة قياسية و فاضت جنبات قاعة دار الثقافة بجمهور مكثف قل نظيره . كيف تنظرون الى مستقبل المهرجان و بماذا تعدون الجمهور في الدورة الثامنة ؟ > المهرجان يسير بخطى ثابتة إلى الأمام بفضل تضافر مجهودات أعضاء الجمعية و كذا بعض الجمعيات المتعاونة معنا كجمعية أب الفنون التي ساهمت معنا بشكل كبير في إنجاح هذه الدورة أما فيما يخص الدورة القادمة فاننا نسعى بإذن الله لمنحها طابعا دوليا و ذلك باستضافة فرق مسرحية من دول عربية شقيقة و أخرى أوربية .