ممثلة لم تدرس السينما يوما، لكن زواجها من مخرج في سن صغيرة، جعلها تتعلم كل التفاصيل على يده، فكان لها السند والأستاذ، حيث كان قد قال زوجها المخرج “محمود فريطس” يوما :”زوجتي ستظل بطلة جميع أفلامي، لسبب بسيط أنني لا يمكن أن أشتغل أو أتعامل مع ممثلات لا أثق فيهن، ..كما أن زوجتي لا يمكن أن تشتغل مع مخرجين همهم الأول جسد الممثلة”. سلمى حبيبي ممثلة مغربية تشق طريقها بعدد من الأعمال الفنية المتنوعة آخرها، فيلم “الموؤودة” فيلم سينمائي طويل، الذي ستخصنا بالحديث عن مظهر الشخصية التي قامت بها من خلاله، وجعلها تتضامن أكثر مع مرضى السرطان.
وكان آخر تفاعل لها مع مرضى السرطان، رسالة وجهتها لزوجة الفنان “حاتم عمور” بالقول: “فليذهب السرطان إلى الجحيم..أنت أقوى منه..عزيزتي هند ربي يشافيك ويعافيك إن شاء الله..ستنتصرين عليه بإذن الله”، وقبلها معلقة على صورة نشرتها لأنثى بعملية استئصال الثدي قائلة: “أنت جميلة في كل حالاتك بروحك وابتسامتك..بقدرتك على التحمل..وشخصيتك القوية..أنت دائما جميلة..كل الحب عزيزتي”.
نلتقي مع الممثلة “سلمى حبيبي” خلال هذا الحوار الخاص، الذي تحدثت فيه عن الجانب الإنساني أولا، قبل حديثها الفني، قبيل العرض قبل الأول لفيلمها السينمائي الطويل “الموؤودة” مساء هذا اليوم 13_10_2019 على الساعة 17:00 بالقاعة السينمائية هوليود بمدينة سلا.
نجمة الشباب الممثلة المتألقة سلمى حبيبي
* ما هو دافعك كفنانة لتكثيف الحديث عن مرض السرطان؟
ج. قبل أن أكون فنانة فأنا إنسانة، حين كنت طفلة عشنا أطوار المرض بتفاصيله، مع خالي، قبل موته أمام عيني، تعذبنا معه كثيرا، إذ أن مرض السرطان لا يتعب المريض فقط، لكنه أيضا يقوم بتعذيب من حوله، الأمر الذي جعلني أتأثر بشدة بعد موته.
أصبحت بعدها مهووسة بالأفلام التي تتمحور حول المرض، فأنا لا شعوريا أتضامن مع هؤلاء الناس، وأحاول مساعدتهم ولو فقط بكلمة تحفيزية طيبة، إلى أن مرض زوج أختي كذلك وتوفي، وبعده صديقتي وتوفت، يعني صدمات متجددة، ومؤخرا مرضت خالتي به، لكنها ولله الحمد تمكنت من الشفاء.
أنا لست مريضة بمرض السرطان، لكن أي شخص أعرفه يمرض به، فأنا أمرض معه، يعذبني، حتى بعد أن “قرعت” شعري، أول شيء فكرت فيه هو أن أقوم بجلسة تصوير إهداء إليهم، وأبحث عن جمعية لأتبرع بشعري لهم، وأريد القول أنني بعد أن قطعت شعري مثلهم، شعرت أنني قد عشت مرض السرطان، لا أدري كيف أشرح لك، لكن بعيدا عن الفن، الناس العاديين الذين لا يعرفونني كلما رأوني في مكان عام، “كيبقاو يشوفو فيا” نظرة استعطاف مع ابتسامة، ومنهم من يملك الجرأة ليقول لي “الله يشافيك”، ومنهم من يقول “أنت جميلة بدون شعر”، يعني كل واحد وكيفية تعبيره، لكن المشترك أنهم يتضامنون بشدة مع هذه الفئة من المرضى، عشت الأمر بتفاصيله، ووصلتني الكثير من الرسائل التضامنية الداعمة لي، ظنوا أنني مريضة فعلا، وأنا فقط كنت أقوم بدور في فيلم، تطلب مني ذلك الشكل.
نجمة الشباب الممثلة المتألقة سلمى حبيبي
* ما هو أغرب موقف حصل معك وأنت حليقة الشعر؟
أن هناك العديد من الناس ممن قاموا بنشر صوري مرفوقة مع عبارات الدعم وجمل مثل “الله يشافيها”، وأنه حين أجلس في أي مقهى يقدمون لي أولا الماء بشكل مجاني، كأنه صدقة منهم للمرضى، ومن المواقف الطريفة أنه في إحدى مطاعم مراكش حسبوا أنني أمريكية وتكلموا معي بالإنجليزية، وحين أتى زوجي قيل له: “خلينا نترزقو الله مع هاذ الكاورية”.
نجمة الشباب الممثلة المتألقة سلمى حبيبي
* سبب غياب الإنتاجات الوطنية التي تتحدث عن مرض السرطان؟
إنتاجاتنا بصفة عامة لا تتكلم إلا عن المواضيع الاستهلاكية التافهة و”حامضة”، من قبيل الزواج والطلاق، أما المواضيع التي تهتم بقضايا الإنسانية أو قضايا المرأة فلا يتكلم عنها أحد، ومن يهتم بالأمر للأسف لا يتلقى الدعم من طرف المعنيين بالقطاع.
ممكن أن أقول لك أنه لا يوجد ولا فيلم مغربي يتكلم عن مرض السرطان، ومعاناة المرضى، والسبب مازال مجهولا، أنا كما يعرف الأغلب لا أتلقى أي دعم من المركز السينمائي المغربي، وكل أعمالي من مالي الخاص، وعملي القادم سيكون فيلم قصير أتطرق فيه للموضوع.
نجمة الشباب الممثلة المتألقة سلمى حبيبي وزوجها المخرج المتميز محمود فريطس