أكد محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، أن حصيلة تقييم القطاع السياحي خلال السنوات العشر الماضية مرضية جدا، وأضاف أن المغرب تمكن من الوصول إلى هذا المستوى بفضل رؤية 2010، التي تحققت بفضل المبادرة السامية لجلالة الملك محمد السادس، حيث أن القطاع يحظى بتقديم شامل للرؤية على مستوى جميع الشركاء الاقتصاديين. كما اعتبر وزير السياحة أن رؤية 2010 لقطاع السياحة قد وضعت في صلب الأولويات في ضوء التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد. وأضاف أن هذه الرؤية المشتركة المبتكرة والتي تعد محركا حقيقيا للتنمية، ستساهم في خلق سياسات جديدة في مجال السياحة، ويساهم قطاع السياحة اليوم بنسبة 9 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي. هذه الاستراتيجية الاستباقية تدور حول أربعة مجالات رئيسية هي: الديناميات التجارية، الصناعية، المالية والمؤسساتية. هذه المحاور هي مقسمة إلى 6 مشاريع رئيسية وهي: المنتوج، الترويج والتسويق، مجال الطيران، التدريب، البيئة السياحية والتنظيم المؤسساتي. وأكد بوسعيد الذي كان يتحدث عن التطورات التي عرفها قطاع السياحة خلال العشرية الأخيرة، أن جميع هذه المواقع قد مكنت من تحقيق تقدم كبير منذ بدء تطبيق رؤيتها الاستراتيجية للعام 2010 كما هو الحال بالنسبة ل: الاستثمارات التي بلغت (11 مليار درهم لعام 2008، مقابل 3 مليارات دولار عام 2002، ومجموع 100 مليار درهم منذ عام 1999). وتقدر نسبة الزيادة عدد الأسرة بالفنادق ب(165.000 سرير في نهاية هذا العام، مقابل 90.000 سريرا في عام 2001 مع معدل التغير السنوي في الفترة من 1500 سريرا في بداية العقد إلى أكثر من 15.000 أسرة جديدة من المتوقع لهذا العام). بالإضافة إلى خلق ما يقرب من 58.000 فرصة عمل مباشرة، ومضاعفة إيرادات السياحة من العملات الأجنبية من 29 بليون دولار في عام 2001 إلى ما يقرب من 57 مليار دولار في العام الماضي، مما يضع القطاع مساهما رئيسيا في ميزان المدفوعات الوطني. وحول التطور صناعة السياحة لمدة عشر سنوات الأخيرة، يقول وزير السياحة، إن الأرقام والمعطيات وحدها كفيلة بأن توضح، في حد ذاتها، التقدم المسجل في قطاع السياحة: ففي نهاية عام 2008 المغرب تلقت استقبل المغرب مليون زائر، في حين أنه في عام 2001 كان البلد يتوفر فقط على 4.4 مليون زائر. كما نسبة القادمين من المعابر الحدودية لا تزال تسير في الاتجاه الإيجابي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2009، حيث بلغت زيادة قدرها 10 ٪ بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2008. وهذا يشكل أداء رائعا بالنسبة إلى التغيير الحاصل في الاقتصاد العالمي خصوصا مع الأزمة الاقتصادية العميقة التي أثرت بشكل كبير على الطلب على السياحة والأسواق. أما بخصوص حصيلة مخطط أزور والمحطات السياحية، أكد بوسعيد أن هذه المشاريع تشكل نقطة تحول في الاستراتيجية الوطنية للسياحة، حيث أن مخطط أزور يتضمن مشاريع استثمارات تمثل ما يقرب من 50 مليار درهم، في إطار شراكة مع الدولة، من قبل الفاعلين من القطاع الخاص، ويعتبر ذلك الركيزة الأساسية للرؤية الاستراتيجية للسياحة في عام 2010 من خلال تنويع العرض عبر إعادة التوازن لجميع الأقطاب الفاعلة في المجال. وتهدف هذه الخطة إلى إنشاء 4 إلى 5 محطات على ساحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي للمغرب. وأشار الوزير إلى أن نجاح هذه الخطة ساهمت في إنتاج دينامية حقيقية، والدليل هو ظهور مشاريع جديدة لا تشملها الخطة الأصلية في :وادي الشبيكة في منطقة طان طان، «كالا إيريس» إقليمالحسيمة، خليج «تامودا» في شمال، والمشروع الطموح للتنمية في «مارشيكا» في الناظور، والتي تم بدأ إنجازها بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس. بالإضافة إلى غيرها من المشاريع التي المنشأة بورزازات ومراكش وطنجة ، إلخ... يقول محمد بوسعيد إن مخطط أزور بدأ يعطي ثماره، فالمحطة الأولى لمخطط أزور السعيدية قد افتتحت من قبل جلالة الملك في يونيو الماضي، بقدرة استيعاب بلغت 4.500 سرير أي (أكثر من نصف الطاقة الاستيعابية في مدينة فاس التاريخية التي تعد الوجهة الأولى السياحية للبلد). وقد عرفت في سنتها الأولى نجاحا باهرا. كما يعرف الفندقين الساحلين بالسعيدية عرضا كاملا في هذا الصيف، كما أن محطة أخرى ضمن المخطط ستفتح أبوابها أكتوبر المقبل وهي «منتجع مازاغان «. محطتان أخريتان ستفتحان أبوابهما بحلول عام 2010، وهما «ليكسوس العرائش»و»الصويرة موغادور». وبالتالي أكد بوسعيد على أنه بالرغم من الصعوبات المرتبطة بإدارة هذه المشاريع الكبيرة الوضعية العالمية الصعبة، فإن مخطط أزور سيواصل المسيرة إلى الأمام. وأفاد وزير السياحة أن رؤية 2010 قد أوجدت دينامية حقيقية في مجال الاستثمار على الصعيدين المحلي والدولي، كما ساهمت في تنويع العرض المغربي والانتقال إلى صناعة سياحية حقيقية. كما أن جلالة الملك قد وجه أوامره للحكومة في رسالة ملكية موجهة إلى المشاركين في ملتقى السعيدية التاسع، من أجل إعداد رؤية 2020 للسياحة مصممة بدقة وواقعية. وأضاف أن رؤية 2020 ستهدف إلى ترسيخ المكاسب التي تحققت في سياق تنفيذ «رؤية 2010» حيث يتم استخلاص الاستنتاجات الضرورية، وبعد التعرف على جوانب الضعف والقصور. وفي الختام، أكد بوسعيد على ضرورة وضع رؤية شاملة للسياحة لإعداد سياسة وطنية جديدة للعقد القادم من خلال اعتماد نهج جديد ومتوازن يركز على التنمية الإقليمية والتنمية من خلال مراعاة للمهنة واختصاص كل متطلبات الجودة والسياحة، والسياحة المستدامة والسياحة غدا، وتعزيز نقاط القوة في رؤية عام 2010.