كوابل سَيْلٍ عارم يغمر الحجر والشجر ويقذف بالكائنات في كل اتجاه، تتكالب علي الهموم وتتداعى الرزايا إلى امتصاص دمي وتفتيت لحمي. أنتبه مذعورا كمستيقظ من سبات كابوسي مرعب، أتخبط في عنائي وحيدا، ألوح في بحر لجي بيدي كغريق يطلق النجدة، فتهوي بي الحيتان في قعر المحيطات. شاكيا إلى الحَجَّاج مظلمتي ساكبا بين يدي موسوليني أو فرعون دمعي.. يؤمر بقذفي في غياهب الظلام ومستنقعات الإهانة، يوصى بجَلْدي ونفيي.. تتقاطع السياط في خريطة جسدي.. أقف بين كفي ْ الط.. مرددا نشيدا كتب بدمي وأمر بي لأردده: أنا الظالم.. أنا الشرير... كل القبح أنا. أنا المغضب.. أنا المزعج.... أنا القلق هاهنا أنا المنبوذ.... أنا الحقير... أنا الجهول أنا القنُّ... أنا الوقح.. لابل أنا العجول. أتمتم في نهاية الكلمات بدعاء خفي متضرعا إلى خبير الأسرار، متوسلا عطاءه وكرمه محشرجا بغصة تملأ الحلق: «اللهم إني مغلوب فانتصر»