قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش زيارة قصيرة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا الخميس، المنصرم إن بلاده مستعدة لدراسة طلب دمشق شراء أسلحة شرط ألا تخل ب «موازين القوى» في الشرق الأوسط. وتحدث لافروف بعد لقاء بين الرئيس ديمتري مدفيديف وضيفه في منتجع سوتشي -غير بعيد عن منطقة النزاع في أبخازيا- عن أسلحة دفاعية, حددها مصدر دبلوماسي في موسكو بنظم صاروخية دفاعية طراز بانتسيراس1 ونظام صواريخ أرض/ جو متوسطة المدى طراز بييوكيهام1» وطائرات ومعدات أخرى. ونقلت وسائل إعلام روسية عن الأسد قوله قبل الزيارة إن بلاده مستعدة لتفاوض موسكو على استقبال منظومة صواريخ إسكندر الباليستية القادرة -حسب روسيا- على شل أي نظام دفاعي صاروخي. كما تحدثت حينها عن احتمال بيع روسيا الجيش السوري مقاتلات أو فتح قاعدة بحرية -أغلقت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي- في طرطوس, لكن المسؤولين الروس نفوا الاحتمالين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن روسيا وبمحاولة نشر منظومة إسكندر في سوريا وفي كالينينغراد على بحر البلطيق، ترد على الدرع الصاروخية الأميركية وسط أوروبا وعلى المساعدات العسكرية الإسرائيلية/ الأميركية إلى جورجيا. ويقدر موقع غلوبل سيكيوروتي المختص بشؤون الدفاع مدى الصاروخ في نسخته الموجهة للتصديرب 280 كلم, ويذكر أن من خصائصه رأسا بذخيرة انشطارية وله قدرة على اختراق التصحينات الأرضية. ويقول الموقع إن عددا قليلا منه يغير بشكل كبير موازين القوى في النزاعات, وينقل عن مختصين قولهم إنه تطور كبير في منظومة الصواريخ الروسية وإنه أفضل بخمس إلى ثماني مرات من حيث الفعالية والسعر مما يعادله من صواريخ دول أخرى. وأوضح الأسد في لقاء مع صحيفة كوميرسانت الروسية أن كون جورجيا خصم روسيا تلقت أسلحة وزيارات مستشارين عسكريين أميركيين, سبب آخر يجب أن يدفع السلطات الروسية لتبيع بلاده أسلحة «وتلك مسألة بالغة الأهمية يجب أن تسرّع». وتقول إسرائيل إنها لا تزود دولا أخرى بالأسلحة كحكومة, وتتحدث عن شركات خاصة تعقد صفقات بيع وتدريب بموافقة وزارة الدفاع. وحسب روسلان بوخوف, مدير مركز تحليل الإستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو, ألغت روسيا سابقا بضغط أميركي إسرائيلي صفقة مع دمشق لبيعها منظومة دفاع جوي طراز إس 300. وأبدت تل أبيب قلقها للصفقات المحتملة, وقالت على لسان وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني إن «من مصلحة روسيا وإسرائيل وقادة الدول البراغماتيين في المنطقة ألا ترسل مثل هذا الصواريخ طويلة المدى إلى سوريا» التي لها علاقات مع إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس وما أسمتها حركات إرهابية أخرى. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الأسد قوله لمدفيديف إن بلاده تقدر أن «رد الفعل العسكري جاء ردا على الاستفزاز الجورجي» وأنه أشاد ب «شجاعة» روسيا التي قررت سحب قواتها من منطقة النزاع, وهو نزاع اعتبره محاولة أخيرة لتطويق وعزل الكرملين الذي دعاه إلى اتخاذ «موقف القوة العظمى» والتحول عن الغرب إلى «أصدقائه القدامى».