كشفت الخبرالجزائرية نقلا عن مسؤول جهوي بالدرك بتلمسان عن ارتفاع معدل تهريب المخدرات»المغربية» نحو الجزائر بنسبة 13 بالمائة خلال السداسي الأول من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة، والتي بلغت 7 قناطير من الكيف. وكان المدير العام للمكتب الجزائري لمكافحة المخدرات والادمان قد أكد أن مختلف المصالح الأمنية قد حجزت ما لا يقل عن 15 طن من الحشيش المعالج نصفها ضبط بمنطقة بشار القريبة من مخيمات تندوف التي كانت العلم قد كشفت أخيرا عن تحولها الى قبلة لعصابات المخدرات والتهجير بدعم من عناصر من الجيش و الجمارك الجزائرية و تورط مباشر لقادة نافدين بجبهة البوليزاريو . و يسعى الاعلام الجزائري مدفوعا بمصالح الاستخبارات العسكرية في كل مناسبة الى تتبع عمليات ضبط المخدرات الخضراء بالتراب الجزائري و نسب مصدرها تلقائيا للمغرب لتصوير الجار الغربي كسبب رئيسي لكل المآسي الاجتماعية للمجتمع الجزائري . و تتناسى الصحافة الجزائرية المأجورة والتي يعلم المطلعون على خبايا المشهد الاعلامي الجزائري الجنرالات الواقفين من وراء ستار الدعم والاشهار لتوجيه خطها التحريري بما يخدم مصالح المؤسسة العسكرية ، تتناسى أن الجزائر التي ظلت منذ أحداث العنف و التقتيل بداية التسعينيات محطة أساسية في مسار عصابات دولية لتهريب المخدرات انطلاقا من مالي ومرورا بالجزائر والمغرب في اتجاه الأسواق الأوروبية و بأمريكا اللاتينية ، قبل أن تتحول منذ بضع سنوات الى منتج و مستهلك للكيف المعالج ، كما يؤكد ذلك المسؤول الأول عن وكالة مكافحة المخدرات حين يفصح عن آلاف أشتال النبتة المخدرة المحجوزة فقط بمنطقة أدرار جنوبالجزائر . و لا يغيب عن الأذهان قضية بارون المخدرات الملقب بزنجبيل و الذي كان قد شيد بعمق الجزائرامبراطورية قائمة بذاتها و شبكة دولية أخطبوطية متخصصة في تهريب المخدرات والعملة و السلع المشبوهة المنشأ , وهي الشبكة التي ا متدت أذرعها نحو أوربا والمغرب و أثيرت شبهات عن علاقتها بصفقات سلاح مشبوهة مع جماعات إرهابية بجنوب الصحراء الجزائرية و شمال غرب مالي . وعلى ذكر آفة المخدرات التي لا يمكن لأحد أن ينكر دورها التخريبي في أوساط شباب كل مجتمعات شمال إفريقيا فمن المشروع إثارة إحجام السلطات الجزائرية و معها إعلامها الرسمي التابع و المستقل عن التعرض لآفة أخطر من الحشيش يتعرض لها شباب المغرب و المتمثلة في أقراص القرقوبي أو الريفوتريل أو البولة الحمراء الى غير ذلك من المسميات المتعددة و النتيجة الواحدة و هي آلاف صور الضياع و التشرد الأسري المسجلة بعمق المجتمع المغربي بفعل مئات آلاف أقراص هذا المخدر القاتل التي تجتاز الحدود المغربية لتروج بين شبابه بجل المدن والقرى متسببة في مآسي إجتماعية لا حصر لها . و بالعودة الى إحصائيات مستقاة من مصادر جزائرية فإن رقم معاملات تجارة الأقراص المخدرة بالسوق الجزائرية السوداء و في مقدمتها «الريفوتريل « يتعدى 20 مليار سنتيم يوجه القسم الطاغي منه الى الشريط الحدودي المغربي أين يتم مقايضته بسلع أخرى ... و حجزت السلطات الأمنية المغربية بوجدة زهاء مليون قرص من حبوب الريفوتريل المخدرة خلال سنة واحدة , و إذا طبقنا القاعدة الأمنية المتبعة بأن كل قرص محجوز يوازيه 100 نجحت في الافلات من الرقابة بالحدود يمكن لنا أن نتصور واقع و عواقب تجارة العقول المغربية التي لن نزايد على الأشقاء بالجزائر بإعتبارهم مصدر هذه الآفة القاتلة بل لتذكيرها إن نفعت يوما الذكرى بأن منطق البحث عن مشجب قصير لتبرير واقع مستشري لن يفيد في شيء في إصلاح هذا الواقع و أن المطلوب باستعجال في الظرف الراهن هو تكثيف جهود التعاون وتنسيق الخطوات والمبادرات لبحث عن حلول واقعية لمحاربة آفة المخدرات بمختلف أنواعها وبغض النظر عن مصدرها قبل أن تتقوى مجددا شوكة أباطرة المخدرات بالمنطقة ككل و يصبحون أمرا واقعا لا يملك أي طرف القدرة اللازمة لتحييد نشاطه الاجرامي العابر للحدود والقارات.