كشف متتبعون لمسار النزاع حول الصحراء المغربية أن نقطة تحول جزئية صغيرة في الموقف الجزائري من الملف والموصوف دوما بالتصلب والتعنت ومعاداة الطرح و المصالح المغربية قد تشكل جسرا لتعبيد الطريق نحو حل وسط بإمكانه بعث الآمال نحو وضع حد لزهاء أربعين سنة من القطيعة و الجفاء بين الرباط و الجزائر . و سجل الملاحظون لسيرورة الموقف الجزائري من ملف الصحراء أن المسؤولين الجزائريين و على الرغم من استمرارهم في التلويح بورقة تقرير المصير كحل وحيد لحل مشكل الصحراء فإن النظام الجزائري تعمد منذ فترة عدم ربط مطلب تقرير المصير الثابث في الطرح الرسمي الجزائري بضرورة تنظيم الاستفتاء . و كانت الحكومة المغربية بدورها قد أوضحت في وقت سابق أن مقترح الحكم الذاتي يمثل أحد أشكال وتجليات مفهوم تقرير المصير كما تترجمه العلاقات الدولية في الوقت الذي يبدي فيه المبعوث الأممي المكلف بالملف تفاؤله في شأن مستقبل و النتائج الايجابية لجلسات الحوار المقبلة في مسار التسوية . وكان رئيس الديبلوماسية الجزائرية قد أكد أن بلاده تعمل جاهدة من أجل الدفع بهذا الحل إلى الأمام في إشارة الى مبدإ تقرير المصير انطلاقا من توصيات الأممالمتحدة، ومجلس الأمن، ومبادرة الأمين العام للأمم المتحدة . ووصف وزير الخارجية الجزائري العلاقات المغربية الجزائرية بالعادية ونفى وجود مشاكل بين البلدين ، و أضاف مراد مدلسي في حوار نشرته «الشرق الأوسط » أن الاتصالات بين الرئيس بوتفليقة وجلالة الملك محمد السادس لم تنقطع ، حيث التقيا في العديد من المناسبات خارج المغرب والجزائر ويتحدثان كثيرا عبر الهاتف. وحول موضوع الحدود المغلقة بين البلدين، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذه القضية لا تمنع وجود علاقات عادية مع كل الأقطار، مضيفا أن فتحها يحتاج إلى تأمين من الطرفين، نافيا آن تكون لقضية الصحراء علاقة بمسألة الحدود المغلقة بين البلدين الجارين منذ 15 سنة .