شرع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس إبتداء من أول أمس الأربعاء في جولة تقوده الى منطقة المغرب العربي تشكل الرباط أول محطة لها . وأفاد الناطق الرسمي عن الأممالمتحدة في ندوة صحفية بنيويورك أن روس سيتوجه خلال جولته التي ستختتم يوم 25 مارس إلى كل من (تندوف) وموريتانيا و الجزائر. ويتوقع المراقبون أن يستهل روس جولته الى المنطقة بمحادثاث يجريها مع المسؤولين المغاربة لبحث السبل الكفيلة لتحريك عجلة المفاوضات حول الصحراء. ويرى مراقبون أن «زيارة النوايا»، التي يقوم بها روس حاليًا للمنطقة ، تهدف إلى تقريب وجهات النظر وتليين المواقف، سعيًا لتحريك عجلة المفاوضات نحو الجولة الخامسة ، بعد لقاءين غير رسمين عقدا في الولاياتالمتحدة الأميركية والنمسا. وقال تاج الدين الحسيني الخبير المغربي في العلاقات الدولية، "بعد اللقاءين غير الرسميين ظهر واضحًا أن الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال زيارة ميدانية يقوم بها كريستوفر روس لكل أطراف النزاع قصد التعرف إلى نواياهم بخصوص الاستعداد لهذه الجولة". و في الوقت الذي لم تبد فيه كل من الجزائر أو تندوف أي مبادرات لتشجيع مسار المفاوضات بفعل تعنتها و تمسكها بالمواقف الرافضة لمناقشة المقترح المغربي الهادف تمتيع المنطقة بالحكم الذاتي و هو المشروع الذي نوه المنتظم الدولي بواقعيته و مصداقيته فإن قناعات مؤسسة للعديد من المتتبعين تجزم بأن المؤشر المتحكم في نتيجة المفاوضات هو مستوى جودة العلاقات القائمة بين الرباط و الجزائر . و من المستبعد حسب القراءات الأولية لمواقف الأطراف أن توفق حنكة و تجربة و طول مراس المبعوث الأممي في تليين مواقف محور الجزائر / تندوف المتصلبة و التي لم تقدم الى حد الساعة مشروع تسوية من شأنه منافسة المقترح المغرب سياسيا . و يتخوف المتتبعون في أن يؤدي أي فشل جديد لمهمة روس في تقريب وجهات نظر أطراف الملف بما يعبد الطريق نحو جولة خامسة من المفاوضات الرسمية الى إعلانه مجددا عن فشل مهمته و أرجاع الملف الى نقطة الصفر تحت مسؤولية مجلس الأمن مما يفتح المنطقة ككل في وجه المجهول و يوجه ضربة قاصمة لجهود المجتمع الدولي الحثيثة من أجل صيانة الأمن و السلام بالمنطقة و إجتثات منابع الارهاب العابر للحدود الذي يتهدد إستقرار العالم بأسره . هذا و في الوقت الذي يراهن فيه الجميع على أن "الحل السياسي والعملي المطروح حاليا هو مقترح الحكم الذاتي، الذي سبق أن تقدم به المغرب". و هو الموقف الذي جدد أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين، في رسالة موجهة قبل يومين ، إلى وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلنتون يدعونها فيها إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء على أساس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وأشارت الرسالة، التي وقعها 54 سيناتورا من الديمقراطيين والجمهوريين، الذين أعربوا عن " قلقهم بشكل خاص ازاء الزيادة المضطردة لعدم الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا" بسبب "تنامي الأنشطة الإرهابية"، إلى أنه "من أولوية الولاياتالمتحدة دعم حل هذا النزاع على أساس هذه الصيغة". يذكرأن أغلبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي كانت قد وجهت رسالة مماثلة، في أبريل الماضي، إلى الرئيس باراك أوباما أعربت فيها عن انشغالها إزاء "تصاعد تهديدات تنظيم القاعدة ومجموعات إرهابية أخرى في إفريقيا الشمالية"، ودعت إلى تقديم دعم قوي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل حل نزاع الصحراء. الى ذلك وضمن مسلسل الدعم و التأييد المتزايد الذي يحظى به الموقف المغربي في قضية الصحراء جدد رئيس جمهورية الغابون الحاج علي بونغو أونديما الذي أنهى زيارة رسمية للمغرب المملكة المغربية مساندة بلاده الدائمة للمغرب بخصوص ملف الصحراء، و أكد أن ليبروفيل "لم يسبق أن ادخرت جهدا لمساندة المملكة في الدفاع عن سيادتها" ومغربية صحرائها ". ووعد الرئيس الغابوني الذي تشغل حاليا بلاده بصفة دورية مقعدا بمجلس الأمن الدولي بأن تدافع الغابون عن المصالح المغربية من داخل المؤسسة الأممية ، وتدعم ترشيح المغرب للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن سنة 2012 . ويذكر أن العواصم الكبرى في العالم عبرت في اكثر من مناسبة عن دعمها وتقديرها للمبادرة لمبادرة المغربية لحل قضية الصحراء .