ليلة الخميس الجمعة، وبعد منتصف الليل، عمت فوضى عارمة للجناح، الخاص بإقامة الطالبات، بكلية علوم التربية بالرباط، بعد أن تسلل أحد أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى الداخل، رغم علمه أن الدخول إلى الجناح ممنوع قطعا، ويتوجب عليه الالتزام بالقانون الداخلي لإقامة الكلية، التي وفرت له السكن في إطار الجامعة الصيفية التي أقيمت بين وزارة الخارجية وكلية علوم التربية. إلا أنه، وبعد أن وجدته إحدى الطالبات، ببهو الإقامة، وطلبت خروجه فورا. أجابها أنه مدعوم من طرف شخصية مهمة بوزارة الخارجية، وله الحق في التنقل كيفما شاء، وظل مصرا على موقفه، وهو يردد نفس الكلام، ليصل صدى الصراخ إلى رجال الحراسة، الذين وصلوا إلى الجناح بعد مغادرة الشخص المذكور. وبعد مرور 15 دقيقة تقريبا، سمعت إحدى الطالبات، ضجيجا أمام باب الإقامة، فإذا بهم ثلاثة شبان مخمورين، يتقدمون إلى الجناح، فطلبت منهم الرحيل، إلا أنهم لم يبالوا، وأصروا على البقاء، بل إن أحدهم قال إن صاحبه ثمل، ولا يستطيع الذهاب إلى الجناح المخصص لهم. وبينما كانت تذكرهم بالقانون الداخلي للإقامة، أجابوها بكلام ناب، لتعلو الأصوات المنادية على رجال الحراسة الحاضرين الغائبين، وتعم فوضى عارمة المكان للمرة الثانية، إلا أن الثلاثة لاذوا بالفرار، ومن سوء حظهم، تعرفت إحدى الطالبات على هويتهم، وأخبرت المسؤول عن الحراسة بأسمائهم، فأجابها بدوره قائلا: التزمي الصمت، واغربي عن وجهي، كل ما حدث أي مشكل بهذه الإقامة، توجه أصابع الاتهام إلى رجال الحراسة. التساؤل المطروح: هل كون هؤلاء الغرباء عن كلية علوم التربية، من أبناء الجالية المغربية بالمهجر، يسمح لهم بانتهاك حرمة مؤسسة جامعية، والتهكم على الطالبات المقيمات بها؟ وهل ادعاء أحدهم بأنه مدعوم من طرف شخصية مهمة بوزارة الخارجية، كما جاء على لسانه، يشفع له بأن يعيث فسادا داخل المؤسسة المذكورة؟