تظاهر عدد من مناهضي الحرب, مؤخرا بلندن، للمطالبة بسحب القوات البريطانية من أفغانستان، والاحتجاج على موقف الحكومة البريطانية من الحرب على العراق وأفغانستان. وتقدم المتظاهرين أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية، الوزير والنائب السابق، طوني بن، والنائب جيرمي كوردين، ورؤساء منظمات بريطانية. ودعا تحالف "أوقفوا الحرب" في بريطانيا إلى وقف فوري للحرب، والمباشرة بسحب كافة القوات البريطانية من أفغانستان والعراق للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا ، ووقف ما وصفوه بالمذبحة التي يتعرض لها الشعب الأفغاني. وتزايدت الانتقادات المنددة بتدخل بريطانيا في أفغانستان بعد مقتل 15 جنديا في العشرة أيام الأولى من الشهر الجاري. وارتفاع عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا خلال ثماني سنوات من الصراع في أفغانستان إلى 184 جنديا ليفوق عدد الجنود الذين قتلوا في العراق وعددهم 179. وكان رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، قال إن هذه المهمة تظهر دلائل النجاح وأثنى على الجهود الرائعة التي تبذلها القوات البريطانية هناك. لكن منتقديه قالوا إن هناك حاجة لإرسال المزيد من القوات المدعومة بطائرات مروحية، لإبعاد الجنود عن مخاطر العبوات الناسفة التي تزرع على الطرق، وتوفير معدات أفضل بما في ذلك المروحيات أو وضع إستراتيجية للانسحاب. وقالت منسقة تحالف "أوقفوا الحرب" ، ليندزي جيرمان، إن التورط البريطاني في أفغانستان يعرض الوضع الأمني في بريطانيا للمزيد من المخاطر على عكس ما تدعيه الحكومة، مشيرة إلى أنه إذا أردنا الأمن والاستقرار فعلينا أن نكف عن التدخل في شؤون الشعوب الأخرى واحتلال بلدانهم. وأضافت جيرمان أن الحجة القائلة بأن القوات البريطانية موجودة في أفغانستان بهدف تحقيق الاستقرار والأمن والديمقراطية ، مجرد هراء وقلب للحقائق. وتابعت قائلة إن الدرس المستفاد من التاريخ واضح ، وهو أن الشعب الأفغاني دائما كان يقاوم أي محاولة لغزو أو احتلال بلاده، مؤكدة فشل كل المحاولات لتحقيق ذلك على مدى 150 عام مضت. واعتبرت جيرمان أن تبرير نشر هذه القوات بالدفاع عن الأمن القومي البريطاني ، هو قلب للحقيقة، لأن الأعمال الإرهابية والتهديدات التي شهدتها بريطانيا كانت نابعة من الداخل، ومرتبطة ارتباطا مباشرا بسياستها الخارجية العدوانية , وتحديدا في العراق وأفغانستان، وتسامحها في احتلال إسرائيل غير المشروع للأراضي الفلسطينية.