الرعي الجائر من القضايا الساخنة، التي طفت في الآونة الأخيرة على مسرح الأحداث، ونظمت الساكنة المتضررة مسيرات احتجاجية ضده، في كل من الدارالبيضاءوالرباط وأكادير وتارودانت، وهي مسيرات طالبت بتحديد الملك الغابوي والقضاء على الخنزير البري والرعي الجائر، كما نددت هذه المسيرات بالمواجهات التي تمت بين الرعاة الرحل وأصحاب الأرض، والتي قال مشاركون في هذه الاحتجاجات إنها وصلت حد القتل والاغتصاب وخطف المواطنين. وفي هذا الإطار راسل المناضل الحاج علي قيوح رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة وزير الداخلية في قضية اعتداءات الرعاة الرحل، وأوضح الحاج قيوح في رسالة إلى وزير الداخلية، توصلت «العلم» بنسخة منها، أن الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة توصلت بعدة شكايات تهم اعتداءات الرعاة على الساكنة المحلية، والتي تتمثل في الأشخاص والممتلكات، خاصة الضيعات الفلاحية والمزروعات.
وأكدت رسالة المناضل الحاج قيوح إلى الوزير، أن آخر هذه الشكايات كتابة السيد نائب رئيس الغرفة الفلاحية بتزنيت الممثل لدائرة أربعاء الساحل، والذي أشار إلى وقوع أحداث لا يمكن وصفها إلا بالمؤلمة وذلك يوم الإثنين 5 مارس الجاري.
وأفادت الرسالة ذاتها، أن الرعاة الرحل عمدوا الولوج إلى مستغلات الساكنة وإتلافها، الشيء الذي حدا بالفلاحين إلى الانتقال لعين المكان من أجل معاينة الخسائر وتعدادها رفقة مفوض قضائي، وهو ما أثار حفيظة الرعاة ونجمت عنه مواجهات بينهم وبين السكان، أسفرت عن خسائر مادية واختطاف لأحد الفلاحين وإتلاف معداته التوثيقية.
كابوس الرعي الجائر بمنطقة سوس يتسبب في مواجهات دامية خلفت القتل والاختطاف وإتلاف المعدات
وذكرت أن هذه الواقعة خلفت حالة من الخوف لدى الساكنة المحلية خصوصا مع تكرار مثل هذه الأحداث وغياب أي إجراء عملي لحمايتهم وممتلكاتهم من بطش الرعاة الرحل. وأن هذه الحالة ليست الوحيدة أو المعزولة، لكن هناك حالات عدة من الاعتداءات التي تتعدى الممتلكات إلى السلامة الجسدية والحق في الحياة بالعديد من أقاليم الجهة، مما يدعو إلى الحزم والقيام بإجراءات عملية، وأن استمرار مثل هذه الممارسات وحالة اللااستقرار لدى الساكنة رغم الشكايات المتعددة والمتكررة للفلاحين وتدخلات رئيس وأعضاء الغرفة الفلاحية ليستدعي من الجميع، كل حسب موقعه من المسؤولية، اتخاذ التدابير المناسبة، ويعتبر تفعيل القانون 13.113 من بين الخطوات الأساسية لتنظيم الترحال وتجنب مثل هذه الأحداث التي وصفتها الرسالة بالمؤلمة.
وطلب الحاج قيوح من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الاعتداءات وحماية الفلاحين وممتلكاتهم وتشجيعهم على الاستقرار والاستثمار بمجالاتهم.
كابوس الرعي الجائر بمنطقة سوس يتسبب في مواجهات دامية خلفت القتل والاختطاف وإتلاف المعدات