في إطار المساعي الحثيثة لخلق فرص التعاون وتبادل الخبرات بين مسؤولي المصالح الخارجية بجهة العيون _ بوجدور _ الساقية الحمراء ونظرائهم بمدينة لاس بالماس، واستجابة للدعوة الموجهة من لدن السيد«نيكولاس سانتانا»رئيس جمعية الرابطة الاسبانية لشمال إفريقيا ، لمجموعة من رؤساء المصالح الخارجية بمدينة العيون للقيام برحلة لمدة أربعة أيام مع تسطير برنامج رسمي للزيارة خلال يومي 29 و 30يونيو 2009، قام وفد مكون من أربعة عشر شخصا (إحدى عشرة (11) من مندوبي ومدراء بعض المصالح الخارجية بالجهة وثلاثة (03) صحافيين ومصورين من قناة العيون الجهوية) بزيارة عمل لمدينة لاس بالماس ، تحت إشراف وتأطير أحمد الداهي مندوب الصناعة التقليدية بالعيون . وعقد الوفد المغربي، الذي توزع أفراده على أربع مجموعات، صباح اليوم الأول للزيارة المصادف ل 29/06/2009، بالنادي الإنجليزي، لقاء مع «فرانسيسكو مارتين» مدير ديوان رئيس الحكومة المحلية السيد «روانو». وقد تمحور هذا اللقاء بالأساس حول موضوع السياحة لأهميته انطلاقا من كونه قطاعا حيويا و مشغلا ومكونا من شأنه المساهمة في التنمية المنشودة، مع إمكانية خلق الفرص الكثيرة للتعاون في المجال السياحي والبحث عن أفضل السبل الكفيلة بالاستثمار فيه، و بوشرت مختلف الفقرات المحددة في البرنامج المسطر سلفا بين ممثلي الوفد المغربي ونظرائهم الاسبان. وكانت مناسبة لمناقشة مختلف القضايا التي من شأنها تعزيز العلاقة المتبادلة بين المغاربة والاسبان، كما عقد اجتماع مع جمعية المقاولات الصغرى والمتوسطة بلاس بالماس بحضور رئيسها وأطر الجمعية إلى جانب كل من المندوب الجهوي للصناعة التقليدية والمندوب الإقليمي للصناعة والتجارة بالعيون. وقد تمحور هذا الاجتماع حول دراسة مختلف أوجه التعاون الممكنة بين البلدين الصديقين ، وخاصة منها ما هو مرتبط بالاستثمار في المناطق الجنوبية للمملكة المغربية القريبة من جزر الكناري. حيث تمت الإشارة إلى انفتاح الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية أمام مختلف أوجه الاستثمارات وخاصة الاسبانية منها، مشيرين إلى الإمكانيات الطبيعية المتاحة بالمنطقة والمؤهلات التي تتميز بها، إضافة إلى قرب الموعد المحدد لإلغاء مختلف الحواجز الجمركية. وقدالتزم رئيس الجمعية على القيام بزيارة رفقة طاقم الجمعية مستقبلا إلى مدينة العيون، للوقوف عن قرب على مدى الإمكانيات المتاحة للاستثمار بالمنطقة. و قام الوفد المغربي خلال اليوم الثاني بزيارة تفقدية لميناء لاس بالماس الذي يعد أكبر ميناء بالجزر وهو بالتالي المؤسسة الوحيدة بالمدينة غير الخاضعة للحكم المحلي بلاس بالماس، بل ترتبط مباشرة من حيث التسيير بالحكومة المركزية بمدريد. وقد استقبل الوفد من قبل «خافير سانشيز سيمون» رئيس السلطة المينائية للاس بالماس، والذي رحب في البداية بالحضور، تلاه تقديم نظرة على الميناء ومؤهلاته والدور الذي يلعبه في التنمية المحلية والاقتصاد الاسباني، حيث تم إبراز الأهمية التي يتميز بها هذا الميناء الكبير ومدى علاقته بمختلف الموانئ المغربية سواء في الشمال أو الجنوب، مع إبراز مختلف أوجه التعاون الموجود بينها. ومساء اليوم ذاته، انكب أعضاء الوفدعلى العمل في إطار اللجن المحدثة والتي تمحورت مواضيعها أساسا حول السياحة والصناعة التقليدية، والفلاحة والمجال البيئي، والتكوين النظامي وغير النظامي. تلتها في النهاية عقد اجتماع مع مدير مركز التكنولوجيا البيولوجية مارينا- التابع لجامعة لاس بالماس بكناريا الكبرى- السيد «كَييرمو غارسيا راينا»، الذي أطلع الوفد المغربي على أهمية البحث في المجال البيئي والزراعي، مشيرا إلى الدراسة التي تم القيام بها حول «السبخات» والتي تبين من خلالها مدى إمكانية إحداث منتوجات بيئية وتغيير معالم المناطق الجنوبية للمملكة المغربية في حالة الحصول على الموافقة الرسمية من لدن الحكومة المغربية عليها، لجعلها مناطق خضراء تكسوها النباتات. وليلة اليوم نفسه ، أقيم حفل عشاء من طرف جمعية الرابطة الاسبانية لشمال إفريقيا، أكد خلاله، طاقم الجمعية بأهمية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية المغربية ، كما تم التأكيد على أن الجمعية ستعمل مستقبلا على خلق فرع لها بمدينة العيون، للقيام بمجموعة من الخدمات الاجتماعية لفائدة سكان المدينة، وأشار رئيس الجمعية إلى إمكانية قيامه ابتداء من منتصف شهر يوليوز 2009، بزيارة لمدينة العيون للاطلاع ، ووعد رئيس الجمعية بتخصيص فضائين بلاس بالماس لعرض وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية لجهة العيون _ بوجدور _ الساقية الحمراء وغيرها من المنتوجات التقليدية المغربية، واحد بوسط المدينة والآخر بكناريا الجنوبية السياحية. كما أكد على إمكانية تنظيم أسبوع مغربي بمدينة «تينيريفي» بتنسيق بين الجمعية والمدرسة الفندقية بتينيريفي والمندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بالعيون، يتم خلاله تنظيم معرض للصناعة التقليدية وسط خيمة سيتم نصبها بساحة المدرسة الفندقية، وكذا تنظيم معرض للطبخ المغربي وتقديم لوحات من الرقص الشعبي للأقاليم الجنوبية وتنظيم فقرات للتجميل بالحناء وغيرها من الأنشطة المعبرة عن ثقافة الأقاليم الجنوبية المغربية. وخلال اليوم الثالث اجتمع الوفد المغربي مع الأستاذ «أديب» السوري الأصل والاسباني الجنسية، وهو أحد رجال الأعمال المقيمين بلاس بالماس وصاحب كتاب حول الصحراء المغربية، الذي يؤكد من خلاله الطرح المغربي بخصوص الحكم الذاتي بالمنطقة. وقد أكد الأستاذ أديب على تعدد مجالات الاستثمار بالمنطقة والتي يتعين اقتحامها. كما أشار إلى أن الجمعية التي يترأسها بلاس بالماس وبتنسيق مع جامعة لاس بالماس، ستنظم رحلة لفائدة 27 طالبا جامعيا مستقبلا لزيارة المنطقة والاطلاع عليها.