انصرفت الموهبة من خشبة المسرح وجفت الدموع في المآقي, إلا أن نبرة الخلاف على كلفة مراسم تشييع مغني البوب، مايكل جاكسون، التي أقيمت الثلاثاء الماضي في قلب لوس أنجلوس -أكبر مدن ولاية كاليفورنيا الأميركية- تتصاعد على ما يبدو. بهذه الكلمات استهلت جنيفر شتاينهاور تقريرها بصحيفة"نيويورك تايمز» الأميركية, حيث نسبت إلى المتحدثة باسم بلدية المدينة، سارة هاميلتون، قولها إن مراسم التشييع كلّفت البلدية 1.4 مليون دولار. ولعل هذا ما حدا بمحامي البلدية، كارمن تروتانيتش، للمثول أمام لجنة استماع بالمجلس البلدي في خطوة غير مألوفة تماماً, لكي يعلن أن مكتبه يجري تحريات لمعرفة الأسباب التي جعلت دافعي الضرائب في لوس أنجلوس يتحملون فاتورة مراسم التشييع متمثلة في نفقات توفير الحماية الشرطية وغيرها من مهام أثناء الجنازة، في وقت تعاني فيه المدينة والولاية من نقص في الأموال. كما بعثت مراقبة حسابات البلدية، ويندي غرويل، يوم الأربعاء الماضي، برسالة, وصفتها كاتبة التقرير بأنها "قوية", إلى إدارة طوارئ لوس أنجلوس تطلب فيها موافاتها بالمبررات التي دعت إلى صرف 48826 دولاراً في شراء ساندويتشات لإطعام ضباط شرطة. ويقف هذا الاحتجاج العلني -غير المألوف في مثل هذه الأحوال في لوس أنجلوس المنقسمة على نفسها سياسياً- شاهداً على مدى الضائقة المالية الطاحنة التي تعيشها المدينة, حيث بلغت الفجوة في ميزانيتها 320 مليون دولار، ومعدل البطالة 11%. ثم إن ذلك يدل على مدى الصعوبة التي تواجه المدينة في سعيها لجمع التبرعات من أثرياء صناعة الترفيه التي تشتهر بها لوس أنجلوس.