يقيم أكثر من 645 ألف مهاجر مغربي بالبلد الجار إسبانيا و يتوزعون على مختلف الأقاليم و المدن، و يعتبر أفراد الجالية المغربة باسبانيا ثاني أكبر جالية، تتقدمها الرومانية بحوالي 728 ألف مهاجر الذين ازداد عددهم بشكل كبير مع دخول رومانيا ضمن دول الإتحاد الأوروبي. وأكد أوريول أموروس أمين الهيئة العامة للهجرة في إسبانيا، أن عدد المهاجرين المسجلين بإقليم كاطالونيا قد تضاعف 12 مرة منذ1999 وأغلبهم مهاجرون مغاربة. ويذكر أنه في غضون الأشهر القادمة سيتم إنجاز دراسة، تركز على السكان ذو الأصول المغربية باعتبارهم الجالية الأكثر عددا بالمدن و القرى الإسبانية . وتبقى الإشارة إلى أن المغاربة يتوزعون بصفة خاصة في الأندلس و العاصمة مدريد،مورسيا و ألميريا ويشتغلون في العديد من المجالات كالفلاحة،الصناعة ،البناء،الخدمات و التجارة. كما عرفت هجرة النساء المغربيات إلى إسبانيا تزايدا ملحوظا بالقياس مع الهجرة النسائية من جنسيات أخرى، والدليل على ذلك الهجرة الموسمية التي تقوم بها العاملات الموسميات المغربيات إلى حقول التوت . و إذا كان عدد كبيير من المهاجرين قد سوى وضعيته الإدارية فإن أعدادا أخرى من المهاجرين لا زالت تسعى إلى تسوية وضعيتها الإدارية في ظل قوانين جد صارمة تسعى للحد من الهجرة لا سيما الغير الشرعية. و يواجه المغاربة المقيمون بإسبانيا جملة من المشاكل ترتبط أساسا بمسلسل الاندماج في المجتمع الإسباني الذي تعوقه العديد من المعوقات الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية فضلا عن موجات العنصرية التي تطال المهاجرين الأجانب بصفة عامة و المغاربة بصفة خاصة كما حصل في منطقة إلخيدو خلال السنين القليلة الماضية. هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد الطلاب المغاربة في الجامعات و المعاهد الإسبانية في حين يواجه التلاميذ المغاربة صعوبات في ربطهم بثقافتهم الأصلية . و قد ألقت الأزمة الاقتصادية بظلها على المهاجرين المغربة في إسبانيا التي تعاني أكثر من غيرها من الأزمة الاقتصادية العالمية لا سيما في قطاع البناء الذي يعرف تشغيل عدد مهم من الجالية المغربية الشيء الذي يكون له انعكاس على بطالة الكثيرين منهم بما لذلك من آثار سلبية تنعكس على تحويلات العديد منهم إلى أسرهم بالمغرب اذ عرفت تحويلاتهم انخفاضا بنسبة أكثر من 14 بالمائة هذه السنة.