قرر المغرب منع رجل الاعمال والمعارض الموريتاني محمد ولد بوعماتو من دخول تراب المملكة على خلفية نشر الأخير لصور جوازات سفر مغربية وزعمه أنها تعود للرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز. وبهذه الخطوة المنتظرة بعد أشهر من مغادرة المواطن الموريتاني لإقامته بمراكش في اتجاه فرنسا بعد أن شكل لسنوات أحد الدوافع الرئيسية لاستمرار تأزم العلاقات المغربية الموريتانية, حيث دأب الاعلام الموريتاني على ترصد سكنات وحركات المعارض الموريتاني فوق التراب المغربي ووصفها بالمعادية لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز. بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون أكد ليلة أمس الجمعة أن صور جوازات سفر مغربية، التي نشرها بوعماتو على شبكات التواصل الاجتماعي، غير صحيحة. المصدر ذاته و في خطوة تقطع بصفة نهائية صلة المغرب بالمعارض الموريتاني أكد أن المملكة المغربية ستمضي قدما بالتحقيق القضائي الذي باشرته بخصوص هذا الفعل الدنيء الى نهايته مع الاحتفاظ بحق المتابعات الجنائية التي قد تفتح ضده مشددا على أن المغرب المتشبث بالروابط التاريخية القوية بين الشعبين وبالعلاقات الأخوية وحسن الجوار بين البلدين الشقيقين، لن يسمح، بأي شكل من الأشكال، باستغلال ترابه بغرض المس باستقرار موريتانيا أو استهداف مؤسساتها العليا. و كان القضاء الموريتاني قد أصدر صيف سنة 2017 مذكرة اعتقال دولية في حق بوعماتو ابن عم الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز وأحد ممولي حملته الرئاسية قبل أن ينقطع حبل الود بين الطرفين ويختار بوعماتو مدينة مراكش كمنفى اختياري قبل أن يغادرها بإرادته في اتجاه باريس وروما في عز مرحلة الازمة الصامتة بين الرباطونواكشوط. مغادرة بوعماتو للمغرب أسهم في انفراج في علاقات البلدين حيث بادر الرئيس الموريتاني الى تعيين السفير السابق في النيجر محمد الأمين ولد آبي سفيرا بالمملكة المغربية واضعا بذلك حدا لشبه قطيعة دبلوماسية استمرت خمس سنوات واتسمت بتوتر غير معلن في العلاقة بين البلدين الجارين. ودأبت مصادر إعلامية موريتانية في مناسبات عدة على الربط بين استمرار تأزم العلاقات المغربية الموريتانية و قيام الرباط ب «إيواء إثنين من أكبر المعارضين الموريتانيين للرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ هما محمد ولد بوعماتو والمصطفى الإمام الشافعي»، معتبرة أنهما يقومان بأنشطة سياسية وإعلامية «تجلب ضررا كبيرا للعلاقات بين البلدين. و في المقابل ظلت الرباط تراقب بامتعاض التقارب المرحلي المريب على محور نواكشوط /الجزائر/ تندوف مما دفع الحكومة المغربية الى تجاهل مطالب جارتها الجنوبية في انتظار اتضاح الصورة و خاصة بعد موقف موريتانيا الملتبس من أزمة الكركرات ودخولها في حوارات متتالية مع قياديين إنفصاليين في عز أزمة ضاحية المعبر الحدودي المغربي.