تتواصل التحقيقات للكشف عن خيوط جريمة القتل البشعة وغير المسبوقة التي وقعت ليلة الاثنين، قرب مركز إمليل بإقليم الحوز، والتي راح ضحيتها سائحتان اسكندنافيتان واحدة من الدنمارك واخرى من النرويج. ووقعت الجريمة في مكان معزول بين الجبال يبعد بنحو 10 كيلومترات عن مركز إمليل، على طريق جبل توبقال وهي الوجهة التي كانت تسعى إليها السائحتان. وبحسب معطيات من عين المكان فإن المكان غير محروس تماما والوصول إليه صعب وفيه الكثير من المنعرجات الجبلية والأحجار. وقامت المصالح الأمنية بمختلف أجهزتها بتسييج محيط الجريمة حيث باشرت تحقيقاتها التي قادت حتى الان إلى ثلاثة مشتبه بهم واحد ينحدر من سيدي يوسف بن علي واثنان من اسفي. وحسب شهود عيان، بينهم صاحب فندق بالمنطقة، قال في تصريحات نقلتها «فرانس بريس» إن ثلاثة متشردين اعتادوا ارتياد المكان الذي وقعت فيه الجريمة، بينهم المشتبه فيه الذي تم توقيفه. وأوضح المتحدث ذاته أن جثة عثر عليها داخل خيمة والأخرى وجدت مضرجة في الدماء في منطقة معزولة مغطاة بالثلوج، مشددا على أن استنفارا أمنيا كبيرا تعرفه المنطقة منذ الإثنين. ورصدت كاميرا مراقبة ثبتها أحد السياح على خيمته مغادرة 3 أشخاص لمكان وقوع الجريمة في الساعة الثالثة و45 دقيقة من صباح يوم الاثنين، علما أنهم نصبوا خيمتهم بالمنطقة غير بعيد عن إقامة الضحيتين يوما قبل الحادثة. وإستنادا لذات المصادر ، فإن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، باشرت تحقيقاتها حول صلة شاب ظهر في فيديو رفقة السائحتين الدانماركية والنرويجية. وأظهر مقطع الفيديو المنشور في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، السائحتين الضحيتين رفقة الشاب المذكور وهما يلتقطان الفيديو من سطح أحد المقاهي المطلة على ممر البرانس وساحة جامع الفنا بمراكش. وحسب ما اوردته صحيفة بيلد الالمانية، نقلا عن جريدة VG النرويجية فان مصالح الامن بالنرويج باشرت الاجراءات لارسال محقققين للمساهمة الى جانب السلطات الأمنية في التحقيقات الجارية، عقب مقتل شابة نرويجية واخرى دنماركية بطريقة وحشية بمنطقة امليل باقليم الحوز، رغم ان السلطات الأمنية المغربية لم تطلب رسميا اي مساعدة في التحقيقات. وحسب المصادر ذاتها، فإن الشابة النرويجية القتيلة تدعى "مارين أولاند" وتبلغ من العمر قيد حياتها 28 عاما وتنحدر من Bryne وتدرس في جامعة جنوب شرق النرويج في Bø i Telemark، كما عملت أيضًا كمعالجة بيئية في بلدية بو، وقد علمت السلطات النرويجية بخبر مقتلها عن طريق والدتها قبل ان يتم اخبارها بشكل رسمي من طرف السلطات المغربية، فيما كانت رفيقتها الدنماركية التي تدعى "لويزا فيسترغر جيسبرسن" تدرس الى جانبها في حرم نفس الجامعة، و تشتركان هواية تسلق الجبال و اكتشاف المناطق الطبيعية. ووفق المصادر ذاتها فإن ضابط شرطة نرويجي في السفارة بالرباط زار مسرح الجريمة في الوقت الذي تخطط وكالة الاستخبارات النرويجية لإرسال محققين حيث سيتم إجراء التحقيق بالتعاون مع الشرطة المغربية علما أنها لم تتلق أي طلب للحصول على المساعدة من السلطات المغربية، فيما اكدت cات المصادر أن سفيري البلدين حلا مساء الاثنين بمراكش ساعات بعد الاعلان عن وقوع الجريمة و جنسية الضحيتين. وانخرط سكان الجماعة القروية إمليل، بإقليم الحوز في عملية "تويزة" من نوع خاص، الهدف منها مساعدة الأجهزة الأمنية في البحث عن المتهمين بارتكاب جريمة قتل السائحتين الاسكندنافيتين بطريقة بشعة، وعيا منهم بالدور الذي تلعبه السياحة الجبلية في تنمية منطقتهم التي تشهد ركودا كبيرا في فصل الشتاء، وقاموا بعملية تمشيط واسعة لرصد الآثار التي قد تدل على الفاعلين.