سبق لي في هذا الركن أن انتقدت الفنان الكبير نعمان لحلو بسبب إدلائه بتصريح سياسي معين، والتقيت بالفنان المغربي الكبير بعد ذلك وقدم لي ما يكفي من الشروحات بشأن ذلك التصريح. أعود اليوم لأتحدث عن نعمان لحلو الفنان المبدع بمناسبة خروج أغنيته الرائعة «زاكورة الغزالة» التي واصل من خلالها الفنان الكبير إبداعاته الراقية.
يتأكد من طبيعة وشكل الأغنية أن نعمان لحلو لم يتناول آلة العود بين يديه ليعزف مقطوعة من ركام المقطوعات الغنائية التي ترتبط باللحظة، بل يتأكد أن الأغنية الجميلة جاءت نتيجة جهود فكرية وثقافية وفنية كبيرة بذلها نعمان لحلو، وهي بذلك عصارة مكابرة مع الوثائق المرجعية ومع ذاكرة إقليم زاكورة.
مهم، أن نسجل للفنان المثقف الكبير أنه يهتم دوما في اجتهاداته وإبداعاته بمناطق الهامش، فبعد أغنية شفشاون الجميلة، انتقل إلى زاكورة التي نجهل عنها الكثير مما أفادتنابه أغنية «زاكورة الغزالة» بجغرافيتها وتراثها ومؤهلاتها البشرية والسياحية والثقافية.
كان ولا يزال مثيرا للإعجاب أن الفنان نعمان لحلو اعتمد المهنية الراقية في إنتاج هذه الأغنية الرائعة، على مستوى الإخراج، حيث أسنده لذوي الاختصاص ولم يجازف بالاستفراد به كما يفعل كثير من الفنانين أو أشباه الفنانين لاعتبارات مالية صرفة، ولذلك نجح «الكليب» في استيعاب التنوع والتعدد وتقديم زاكورة كما لا نعرفها.
ومهم أن نتوقف عند تعاون المجلس الإقليمي لزاكورة مع هذا العمل الفني الراقي، وها هي النتيجة تؤكد اليوم أن أغنية «زاكورة الغزالة» تعتبر أكبر دعاية سياسية للإقليم، وأحسن وسيلة تحبب زاكورة للمواطنين بصيغة الفرح والطرب، ويتعلق الأمر بسابقة نتمنى أن تقتدي بها باقي الأجهزة المنتخبة .
شكرا للفنان المبدع الكبير نعمان لحلو الذي نجح في توظيف الفن الراقي في خدمة قضايا المغرب العميق الذي لا يلقى الاهتمام الكبير من أطراف كثيرة وعديدة.