البيئة ، الهوية ... تيمات أغاني نعمان لحلو

اختيار موفق من مقدم برنامج «سهران معاك الليلة» من خلال استضافته للفنان نعمان لحلو كي يكون ضيف السهرة الأسبوعية لليلة السبت الأخير، ذاك هو الانطباع الذي تقاسمه عدد مهم من المشاهدين وهم يعاينون تأكيد «صديق الحيوانات» مرة أخرى أنه فنان متجدد ومبدع قادر على الخلق والابتكار، وتطوير الأغنية المغربية بما يليق ومكانتها عوض اعتماد النمطية والبقاء سجينا لرتابتها.
نعمان لحلو الكاتب، الملحن والمغني، الذي يختار مواضيعه بعناية فائقة التي تستمد قوتها من عمق اهتمامات المواطنين والمرتبطة ببيئتهم، استطاع من جديد أن يبرهن على أنه فنان المغاربة شيبا وشبابا، ذكورا وإناثا، فأغانيه يرددها الصغير والكبير على حد سواء لكون القضايا التي يناقشها/يعالجها هي جزأ لايتجزأ من مغربية المغاربة.
حلقة السبت بينت بالملموس أن المستمعين/المشاهدين، المتتبعين للفن المغربي عموما والطرب والغناء خصوصا، يميزون بين الكلمة المنتقاة بعناية والأداء المتميز اللذين يعبران عن ذوق راق وإحساس رفيع، وبين «التهرنيط» الذي يأبى بعض المنتسبين إلى الفن إلا أن يؤرقوا به المشاهدين بعد اقتحامهم لشاشة التلفاز/البيوت عنوة!
نعمان لحلو قدم خلال سهرة السبت «دروسا» في طريقة الغناء «الكوريكط» بعيدا عن التقييم الجميل أو السيء، فكان بحق ضيفا يستحق من المشاهدين واجب وحق الضيافة.