لم يتحمل مدرب فريق الجيش الملكي امحمد فاخر الضغوطات التي تعرض لها في الآونة الأخيرة، المتجلية في المشكل الخطير الذي تسبب فيه عميد الفريق يوسف القديوي ومكالمته الهاتفية الشهيرة، وكذا النداءات المتكررة من طرف أنصار النادي، الذين طالبوه بالرحيل حيث اعتبروه المتسبب الرئيسي في تراجع نتائج الفريق واحتلاله مكانة لا تشرف تاريخ «الزعيم»، فقرر (فاخر) الاستجابة لهذه النداءات، وأعلن الترجل من سفينة «العساكر» حفظا لكرامته وتاريخه الحافل بالألقاب والإنجازات، وحتى لا تتفاقم الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. فأول أمس الخميس، كان لمحمد فاخر، لقاء مع رئيس النادي «الجنرال دوكور دارمي» محمد حرمو، وطلب منه إعفاءه من مواصلة مهامه في قيادة الفريق العسكري، مبديا رغبته في أن يتحمل مدرب آخر المسؤولية من بعده لعل النتائج تصالح الفريق ويعود لسكة الانتصارات. وحسب بعض المصادر من داخل الفريق العسكري، إن الجنرال حرمو، رفض في بداية الأمر استقالة فاخر، وطلب منه مواصلة عمله، واعدا إياه بأنه سيجد كل الدعم حتى يعود الزعيم إلى مكانته الطبيعية، لكن رغبة فاخر في الرحيل كانت أقوى خصوصا وأنه لم يعد يتحمل ضغط الجمهور والسب والشتم الذي يتعرض له نهاية كل أسبوع في الملاعب الوطنية، فما كان من «الجنرال» إلا الاستجابة لطلبه، متمنيا له حظا أوفر في مستقبله المهني. وأشرف فاخر على الحصة التدريبية لعشية أول أمس، بشكل عادي وغادر بعد انتهائها، حيث فاجأ خبر رحيله مستخدمي وأطر المركز الرياضي العسكري، الذين لم يتوقعوا أن يقدم فاخر على هذه الخطوة خصوصا قبل مباراة مهمة ستجمعه غدا الأحد مع فريق الوداد البيضاوي. إلى ذلك، ينتظر أن يكون فريق الجيش الملكي أقام أمس الجمعة حفل وداع على شرف المدرب فاخر بالمركز الرياضي بالمعمورة، لشكره على الخدمات التي قدمها للفريق، رغم أن النتائج عاكسته هذا الموسم. يشار أن فاخر أشرف على تدريب الجيش الملكي في ثلاث مناسبات، وحقق معه ثلاثة ألقاب كأس العرش (2003 و 2004 و 2008)، و لقبا واحدا للبطولة الوطنية (2004/2005)، ويبقى أحسن إنجاز لفاخر خلال هذه المرحلة، فوزه رفقة بلقب كأس الاتحاد الإفريقي 2005، بعد تغلبه في النهائي على نادي دولفين النيجيري. وعاكست النتائج امحمد فاخر، هذا الموسم، وخرج معه من الدور الأول لمسابقة كأس العرش كما تجرع عدة هزائم في البطولة الوطنية، رمت به في المركز الأخير في سبورة الترتيب. وفي السياق ذاته، قررت إدارة الجيش إسناد مهمة تدريب الفريق مؤقتا إلى «ابن الدار» سعد دحان، وسيقود هذا الأخير، الجيش الملكي، في مباراته غدا الأحد، أمام الوداد البيضاوي، برسم الجولة 11 من البطولة الوطنية الاحترافية. وتشير بعض التقارير إلى أن إدارة الفريق العسكري بدات تتلقى بعض السير الذاتية لمدربين محليين وأجانب، ويبرز إسمان على السطح وهما الايطالي من أصل تشيكي زينديك زيمان، والبلجيكي جورج لينكس، المدرب السابق لفريق النجم الرياضي التونسي.