الدكتور عباس الجراري: الملحون سيبقى حاضرا وبقوة بين مختلف الاشكال الفنية التراثية المغربية جامع المعتصم: مثل هذه الملتقيات الفنية من شأنها إضفاء المزيد من الاشعاع لمدينة سلا العريقة عزيز هيلالي: المواظبة على التنظيم السنوي لهذا المهرجان يعتبر تحديا كبيراً لجمعية ادريس بن المامون آدم العلوي: كل الأهداف التي تم رسمها لهذه الدورة تم بلوغها * العلم: الرباط اختتمت يوم الأحد 6 ماي بسلا الدورة السادسة للأيام الوطنية لنزهة الملحون، دورة عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، والمنظمة من قبل جمعية ادريس بن المامون للبحث والابداع في فن الملحون بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، وجماعة سلا، تحت شعار “سلا مركز اشعاع ثقافي متجدد”. وعرف هذه الدورة، والتي امتدت لأربعة أيام، نجاحا باهرا على المستوى التنظيمي والبرمجة و الحضور الجماهيري الغفير، وهو ما جعل السهرات الفنية، والندوة الفكرية حول مسار الدكتور عباس الجراري الحافل، ومختلف الأنشطة الموازية الأخرى، لحظات متميزة ومشهودة، احتضنت فعالياتها قاعة الندوات لمؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة، والمعلمة الأثرية والعلمية دار القاضي، وفضاء مارينا، بمشاركة نخبة من أبرز الشعراء والعازفين والمنشدين من مختلف حواضر الملحون بالمملكة المغربية. وتميزت دورات الأيام الوطنية لنزهة الملحون دورة بعد دورة جعل منها علامة متميزة في الساحة الفنية والفكرية الوطنية، وموعدا سنويا قارا، يهدف المنظمون من ورائها الى ترسيخ وتطوير أداء قصيدة الملحون باعتباره موروثا مغربيا فريدا من نوع بحمولات فنية وتعبيرية تستلهم من الواقع الاجتماعي قواعدها وأشعارها. وقد عرفت السهرات مشاركة عدد من العازفين والمنشدين المتميزين الذين قدموا من مختلف أرجاء المملكة، شكلت لهم الدورة بالإضافة الى اللقاء المباشر بعشاق هذا الفن الأصيل، فرصة لتبادل الخبرات و التجارب الفنية والتفكير في سبل استمرار تواجد الملحون بقوة بين باقي الفنون الشعبية والتراثية المغربية. لتسدل الدورة صباح يوم الأحد بإحياء تقليد “النزهة” من خلال تنظيم جولة شارك فيها العشرات، عبر القوارب التقليدية على ضفاف نهر أبي رقراق رفقة فناني الملحون المشاركين في المهرجان، حيث استمتع الجميع بلحظات ممتعة، تعود بذاكرة السلاويين الى سنوات خلت كلما حل شهر شعبان المبارك، والذي اعتاد فيه أهل المدينة في الزمن الماضي إحياء نزهات شعبان وخاصة لمّا تقترن بفصل الربيع، حيث يحلو للساكنة التنزه بالبساتين الخضراء وعلى ضفاف نهر أبي رقراق والتمتع تارة بالاستماع إلى نغمات فن الملحون أو الطرب الأندلسي، وتارة أخرى في مدح سيرة خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والكل يتهيأ لاستقبال الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك. وعبر الدكتور عباس الجراري عن سعادته بتواجده في مدينة سلا، باعتبارها مدينة الجهاد والثقافة والفن، سعادة انضافت إليها غمرة الإحساس بالنشوة في أحضان هذا العرس الملحوني المتميز في رحاب جمعية ادريس بن المامون. وأردف قائلا، إن ما شاهده خلال هذه الدورة يؤكد أن فن الملحون يشهد اليوم بفضل الرعاية الملكية لجلالة الملك محمد السادس صحوة وازدهار. كما نوه بمخرجات الندوة الفكرية التي توقفت عند مساره الادبي والفكري، والتي أطرها نخبة من الأساتذة الجامعيين يمثلون أجيال مختلفة، واتفاقهم على ضرورة مواصلة الاهتمام بالملحون، مبديا اعجابه كذلك بمختلف المنشدين الذين نشطوا سهرات الدورة، والذين أبدعوا في نظم قصائد مختارة من هذا الفن الأصيل ،بما يعطي الإشارة على أن هذا الفن سيبقى حاضرا وبقوة بين مختلف الاشكال الفنية التراثية المغربية. وأشار الدكتور الجراري الى أنه لايمكن تصور دراسة ابداع المغاربة للشعر مالم يتم دراسة الادب الفصيح والى جانبه ادب الملحون. وعبر في ختام تدخله عن دعمه و اعتزازه بمثل هذه الملتقيات التي تجعل الملحون في أبهى صورة، قائلا انه قبل 50 سنة عندما دخل مجال الملحون لم يكن كما هو عليه اليوم من صحوة، وبالتالي الحاجة ماسة للحفاظ عليه و على مميزاته بين باقي الفنون المغربية العديدة والمتنوعة. وقال عزيز هيلالي الكاتب العام لجمعية ادريس بن المامون في فن الملحون إن المواظبة على التنظيم السنوي لهذا المهرجان يعتبر تحديا كبيراً للجمعية، وفي نفس الوقت التزاما لا يمكن التفريط فيه بل يتم الحرص على تطويره باستمرار بتنويع فقراته وإغناء محطاته والبحث المستمر على فضاءات جديدة لاستقبال فعالياته، والمحافظة على مقوماته الرئيسية لما يقتضي الأمر من توفير الإمكانيات المادية الكفيلة بنجاح الدورة وكذلك انتقاء خيرة الفنانات والفنانين لتقديم لوحات فنية بهيجة وفي أحسن حلة. وأضاف أن كل دورة تحمل اسم علم من أعلام الثقافة والفن ببلادنا، وقد اختير لهذه الدورة إسما بارزا في عالم الفكر والثقافة والأدب وهو عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، الذي بصم طيلة مساره بعطاءات وافرة ومبادرات جليلة جمعت بين الإنتاج الفكري والاجتهاد الأدبي والتعليم والتربية، ومسار مهني غني وناجح، وحضور ثقافي وأدبي رفيع المستوى، حيث ألف ما يزيد عن 80 مؤلفا يجمع بين الدراسات المغربية والتراث الشعبي وقضايا الفكر والثقافة والفكر الإسلامي والأدب العربي. كما ان له الفضل الكبير في البحث وإغناء خزانة شعر الملحون، حيث يسهر بأكاديمية المملكة المغربية على حفظ تراث فن الملحون من خلال إشرافه الشخصي على إصدار دواوين شعر الملحون بشكل دوري، وهي مبادرة تحفظ لشعبنا ذاكرة الملحون الذي يعتبر جزءا من تراثنا اللامادي للمغرب وذاكرة حية لالتزام شاعر الملحون بقضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأضاف عزيز هيلالي أنه اذ كانت الدورة الخامسة للأيام الوطنية لنزهة الملحون قد حملت شعار: “سلا.. مدينة الملحون أولا” على اعتبار الدور المركزي الذي ميز رواد الملحون بها من أداء وحفظ وكتابة شعر الملحون حتى أصبحت مدينة سلا من رواد هذا الفن الأصيل، فان هذه الدورة اختير لها شعار “سلا.. مركز إشعاع ثقافي متجدد”، ايمانا من أن سلا كانت تعرف ولا تزال حركة ثقافية وفنية رائدة، وتجمع بين كل أصناف الحقل الثقافي. في ختام كلمته تقدم بشكره لكل الداعمين والشركاء من مؤسسات عمومية وقطاع اقتصادي وجمعوي وكل أطر الجمعية وإدارة المهرجان على مساهماتهم وتضحياتهم من أجل تهييئ الظروف اللازمة لانعقاد هذا العرس الثقافي والفني. ونوه جامع معتصم رئيس جماعة سلا بمثل هذه الملتقيات الفنية التي من شأنها إضفاء المزيد من الاشعاع الفني لهذه المدينة العريقة. ومنوها بالعمل الدؤوب الذي تقوم به جمعية ادريس ادريس بن المامون في فن الملحون لإبراز مكانة هذه الفن الأصيل. بدوره صرح آدم العلوي مدير الدورة ورئيس لجمعية ادريس بن المامون في فن الملحون، أن سلا اليوم لها ان تفتخر باحتضانها لمثل هذه الملتقيات الفنية المشهود لها بالنجاح على جميع الأصعدة. مضيفا أن كل الأهداف التي تم رسمها لهذه الدورة السادسة تم بلوغها، ولا أدل الحضور المتميز لجمهور غفير من محبي الملحون لمختلف فقرات الأيام بما يعطي الانطباع على ان هذا الفن مزال يحتفظ بمكانة وحظوة لدى المتتبعين. نجاح كبير للدورة السادسة للأيام الوطنية لنزهة الملحون بسلا