أعلنت شركة ماكينزي المغرب عن خلاصات دورة مائدتها المستديرة حول الرقمنة، والتي تم تخصيصها للذكاء الاصطناعي. وحسب معطيات شركة ماكينزي المغرب، فقد تم التطرق خلال الجلسة العامة للمائدة المستديرة، لموضوع الذكاء الاصطناعي وقضاياه وتأثيره العالمي، كما تم إنشاء أربع مجموعات عمل قطاعية لتحليل حالات قضايا ملموسة لأربع قطاعات وهي، الإدارات الوزارية والمؤسسات العامة، شركات الاتصالات، البنوك والمؤسسات المالية والمجموعات الصناعية الكبرى.. وتقول شركة ماكينزي المغرب في تقريرها، أن ما يصطلح عليه الذكاء الاصطناعي يعود لأكثر من نصف قرن، وله فوائد ملموسة في الحياة اليومية العامة، وأن الشركات لم تتخذ سوى خطوات خجولة نحو التطبيقات التجارية لتقنيات الذكاء الاصطناعي. هناك تنوع للتعريفات حول الرقمنة والارتباك التي لا تزال بين المفهوم التقليدي للرقمنة واستخدام التحليلات ألمتقدمة، فالذكاء الاصطناعي يرتبط بتعلم الآلات و قدرتها على محاكاة الذكاء البشري. من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن للآلة تقليد العمليات المعرفية، والتعلم من الأخطاء في إطار ديناميكية التحسين المستمر لقدراتها. كما يرتبط الاهتمام المتجدد بالذكاء الاصطناعي بالتطورات التكنولوجية التي تم إجراؤها مؤخرًا، إلى جانب القدرة على جمع ومعالجة مجموعة ضخمة من البيانات، فالمليارات من غيغابايت المعلومات التي تولدها الأجهزة المتصلة في كل يوم في العالم. فأثناء السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، انخفض بحث الذكاء الاصطناعي بسبب نقص التمويل، وأحدثت الطفرات التكنولوجية الحديثة طفرة جديدة في الاستثمار حول هذه التكنولوجيا، لكن في ثلاث سنوات فقط، تضاعف الاستثمار في الرقمنة ثلاثة أضعاف، ليصل إلى 26-39 مليار دولار في عام 2016 ، وتم إنفاق ما لا يقل عن 18 مليار دولار إلى 27 مليار دولار للبحث والتطوير ونشر الذكاء ألاصطناعي من الشركات الرقمية، وتم استثمار ما بين 8 إلى 12 مليار دولار في رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة وعمليات الدمج والاستحواذ.. وقامت شركة ماكينزي العالمية بإجراء مسح على 3000 من قادة الأعمال في 10 بلدان و14 قطاعًا، ووجدوا أن 20 بالمائة منهم قد وجدوا بالفعل استخدامات ملموسة للذكاء الاصطناعي، وأن هؤلاء الذين يجمعون الرقمنة القوية مع الاستراتيجيات الاستباقية في الذكاء الاصطناعي، لديهم هوامش ربح أعلى بنسبة 3 إلى 15بالمائة من منافسيهم في نفس القطاع، ويتوقعون أن هذه الفجوة في الكفاءة تتسع خلال السنوات الثلاث. وعلى الرغم من الإمكانات الرئيسية التي يمثلها الذكاء الاصطناعي فإن 41 بالمائة من المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع يشيرون إلى عدم يقينهم بشأن عائد الاستثمار،من الناحية التقنية، قال 28٪ أنهم لا يملكون القدرة الكافية لتنفيذ هذه التقنيات. ولكن قبل كل شيء، أولئك الذين يعتقدون أن تنظيمهم لا يمتلكون مهارات إنسانية كافية هم أكثر عددا، وهناك بالفعل نقص عالمي في الموارد البشرية الماهرة القادرة على استغلال هذه التقنيات.. ويضيف تقرير ماكينزي، كلما زادت الشركات التي عبرت عتبة الذكاء ألاصطناعي ستطور هذه الشركات وتستحوذ على البيانات، وبالتالي، سيكون من الصعب على الأقل تقدمًا سد فجوة متنامية بالنسبة للآخرين.. وقد استوعبت الشركات الأمريكية 66 بالمائة من جميع الاستثمارات الخارجية في شركات الذكاء الاصطناعي في عام 2016، وتأتي الصين في المرتبة الثانية بنسبة 17 بالمائة من الاستثمار، وقد ينمو وزنها النسبي بسرعة، في الوقت الذي يعتمد كلا البلدين على “النظم البيئية” لأصحاب المشاريع، والممولين، ومستخدمي الذكاء الاصطناعى، وقد دمجوا الذكاء الاصطناعى بشكل كبير في خططهم الاستراتيجية الوطنية.