***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** يبدو أن آباء وأولياء التلاميذ المغاربة الذين يتابعون دراساتهم بالمؤسسات التعليمية بالمغرب تفاعلوا إيجابيا مع الإضراب الذي خاضته الشغيلة الفرنسية العاملة في هذه المؤسسات. فقد تفهموا دوافع هذه الحركة الاحتجاجية التي تضر بأبنائهم، لأن إضراب العاملين في هذه المؤسسات شل الدراسة بها وبالتالي حرم الأطفال المغاربة من حقهم في الدراسة. وهي خسارة لن تعوض على كل حال. دوافع إضراب المدرسين والإداريين العاملين بهذه المؤسسة كانت واضحة، فهم يتخوفون من أن ينعكس التخفيض الذي قررته السلطات الفرنسية في الميزانية المخصصة للوكالة الفرنسية للغة الفرنسية في الخارج والتي تؤطر عمل جميع مؤسسات التعليم الفرنسي في الخارج والتي يصل عددها إلى 500 مؤسسة بنسبة 10 بالمائة على أحوالهم، وقد لا يقتصر هذا التأثير على حذف بعض الامتيازات التي يستفيدون منها، بل قد يصل إلى إجبارهم على العودة إلى فرنسا ويفقدون بذلك الرواتب المنتفخة. وقد يعوضون بأساتذة مغاربة يكونون أقل تكلفة مالية منهم. ويتضح أن أسباب تفهم أولياء وآباء التلاميذ المغاربة الدارسين بتلك المؤسسات تعود إلى تخوفهم من انعكاس التخفيض في الميزانية المخصصة على ما يدفعونه من تكاليف جد مرتفعة مقابل دراسة أبنائهم في المؤسسات المذكورة، حيث تعتبر الأسعار المعمول بها فيها جد مرتفعة، وأن الإدارة لا تجد أي حرج في تقرير زيادات سنوية. ورغم أنهم احتجوا على هذا الأمر غير ما مرة، لكن الإدارة المسؤولة صمت آذانها ولم تعر اهتماما لهم، وكانت في كل مرة تقرر زيادة أخرى من الزيادات المتكررة. لذلك يتخوف الآباء وأولياء الأمور من أن تلتجئ الإدارة إلى تعويض نسبة 10 بالمائة التي ستنقص بقرار حكومي فرنسي من جيوبهم بأن تقرر زيادة جديدة مرتفعة في الأسعار. لذلك كان يهمهم نجاح إضراب الشغيلة هناك. ثمة قضية محيرة جدا، ذلك أن الأسعار المعمول بها في هذه المؤسسات جد مرتفعة مما يعني أن التلميذ المغربي المتابع لدراسته بالمؤسسات المذكورة يسدد تكاليف الدراسة بالكامل وقد يزيد عن ذلك، علما أن هذه المؤسسات ممولة بالكامل من الخزينة الفرنسية، فأين تذهب الأموال المحصلة من المغاربة؟ إنه مجرد سؤال؟ *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: