قريبا لن تجد قيادة جبهة البوليساريو من تحكمه في مخيمات لحمادة، بعد أن يرحل جميع المواطنين الصحراويين بعد أن يعييهم ضنك الحياة القاسية في مخيمات لحمادة. فلقد اتضح أن أعلى نسبة المتعلقة بالمشاركة في الانتخابات المحلية والبلدية التي أجريت يوم الخميس الماضي سجلت في ولاية تندوف، التي تفوقت على ولايات كبيرة ذات كثافة سكانية جد مرتفعة كما هو الشأن بالنسبة للجزائر العاصمة مثلا. والسبب الرئيسي في ارتفاع نسبة المشاركة في ولاية تندوف الخاضعة للسيادة الجزائرية يعود بالأساس إلى عامل له علاقة وطيدة ورئيسية بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. ذلك أن هذا الارتفاع يعود إلى الإقبال الكبير على المشاركة في التصويت من طرف سكان مخيمات لحمادة من المواطنين الصحراويين، وبما أن التصويت في الانتخابات يقتصر على المواطنين الجزائريين أو المواطنين الحاصلين على هذه الجنسية، فإن ذلك يعني أن ارتفاع نسبة الإقبال على المشاركة في الانتخابات الجزائرية الأخيرة مرده إلى مشاركة المجنسين من سكان المخيمات من المواطنين الصحراويين، أو بما أضحى يطلق عليهم سكان ولاية تندوف «المستوطنون الجدد» ويتعلق الأمر بظاهرة عامة تعم وسط أعداد هائلة من سكان تلك المخيمات الذين يتهافتون على الحصول على جنسيات العديد من الدول خصوصا في الجزائر وموريتانيا وإسبانيا. وهي ظاهرة تترجم حالة اليأس العام التي تسود في أوساط السكان الملقى بهم في مخيمات تفتقد إلى أبسط شروط العيش الكريم. كما أن بقاءهم دون التوفر على جنسية معترف بها دوليا يطرح لكثير منهم صعوبات كبيرة، لأن لا أحد من دول العالم يعترف بوثيقة تسمى جواز سفر الجمهورية الوهمية. ولقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام كبير جدا، ورغم أن السلطات الجزائرية وقيادة الجبهة الانفصالية لم تدخرا جهدا في محاولة إلى الحد منها، إلا أن ذلك لم يلق نجاحا، وكان مثيرا أن الغالبية الساحقة من أعضاء قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية التي تحاصر السكان الصحراويين وإجبارهم على البقاء في المخيمات والعيش فيها يقطنون بمدينة تندوف في فيلات راقية. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: