القيادة الانفصالية تتستر على أعدادهم وتندوف تعرف أعلى نسبة مشاركة بفضلهم تصويت يعني أن الصحراويين في المخيمات يساهمون في صناعة مستقبل غيرهم بيد أن مستقبلهم يصنعه غيرهم بما يخدم مصالحه
العلم: الرباط كشفت مصادر إعلامية من داخل مخيمات الرابوني بولاية تندوف الخاضعة الآن للسيادة الجزائرية عن معطيات وحقائق خطيرة جدا تتعلق بالانتخابات التشريعية التي سيتم الاقتراع في شأنها طوال يومه الخميس الرابع من ماي الجاري. وهي معطيات لها علاقة مباشرة بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، وستكون لها تداعيات على مستقبل هذا النزاع. فقد أكدت هذه المصادر أن عشرات الآلاف من المواطنين الصحراويين المقيمين في مخيمات الرابوني خصوصا في الجزء التابع لولاية تندوف سيصوتون في الانتخابات التشريعية الجزائرية التي تجري اليوم بالجزائر. وإن لم تحدد هذه المصادر أعدادهم بالضبط إلا أنها تحدثت عن عشرات الآلاف من الصحراويين الذين حصلوا على الجنسية الجزائرية، وأصبح من حقهم المشاركة في الحياة السياسية الجزائرية. وأضافت هذه المصادر أن الأمر لا يقتصر على المدنيين بل يشمل أيضا العسكريين الحاملين للسلاح. وللاستدلال على الأعداد الهائلة لهؤلاء توضح المصادر بأن أعلى نسبة المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر تسجل باستمرار في ولاية تندوف مقارنة مع باقي الولايات الحزائرية، حيث يشارك هؤلاء بكثافة وهو المعطى الذي تحرص السلطات الجزائرية على توظيفه للرفع من النسبة العامة للمشاركة في هذه الانتخابات خصوصا أن الانتخابات التشريعية الحالية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في الدعوات التي أعلنت عنها عدة جهات لمقاطعتها. وأوضحت هذه المصادر أن المواطنين الصحراويين الذين يعيشون ظروفا بئيسة جدا في مخيمات تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم يساهمون من خلال مشاركتهم في الانتخابات الجزائرية في «صناعة مستقبل غيرهم بيد أن غيرهم يصنع لهم مستقبلهم بما يخدم مصالحه.« وأضافت بالقول بأن «تصويت الصحراويين في المخيمات في الانتخابات التشريعية الجزائرية يعني وجود وسيادة حالة انفصام الشخصية لدى هؤلاء « و« أن تصويتهم يعني أيضا يأسهم الكامل و المطلق من رهان الانفصال وسعيهم الانخراط في المجتمع الجزائري». ويبدو من خلال المعطيات القليلة المتوفرة في هذا الصدد بالنظر إلى التكتم الكبير والشديد الذي تطوق به مخابرات جبهة البوليساريو الانفصالية هذا الموضوع أن الأمر يتعلق بفئة عريضة من الصحراويين المنتمين إلى هذه المخيمات من الذين ساعدتهم الظروف على الحصول على ما يصطلح عليه في المخيمات ب «ورقة إثبات الجنسية الجزائرية «وعدد لا يستهان منهم من أطر جبهة البوليساريو الانفصالية نفسها ومن الذين استفادوا من الدراسة الجامعية في الخارج و من بعض أعيان القبائل الصحراوية وغيرهم. والواضح أن الكشف عن هذه المعطيات في الظروف الحالية سيكون له ما يليه بعد أن تنجح الديبلوماسية المغربية في توظيف هذه الورقة الجديدة في إدارة نزاع مفتعل عمر طويلا. صحراويون في مخيمات الرابوني يصوتون اليوم في الانتخابات التشريعية الجزائرية ضمنهم عسكريون وأطر في جبهة البوليساريو وأعيان قبائل