ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع أنه قد تم تسجيل انخفاض مهول في ليالي المبيت بمختلف المؤسسات الفندقية المصنفة بمراكش، وتواتر الأحداث الإجرامية الخطيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية دفعت المسؤولين الأمنيين إلى السعي وراء كشف أسباب ذلك. كما تزامن هذا الانشغال بأن رئيس المنطقة الأمنية الأولى بمراكش ضاق ذرعا مما راج من أخبار شبه مؤكدة مرتبطة بتفشي ظاهرة الدعارة الراقية التي يمارسها الأثرياء خصوصا من السياح الخليجيين بدائرته مما أجبره على التقدم بطلب إلى مسؤوليه الأمنيين السامين مطالبا بضرورة تعميق الأبحاث في هذه الظاهرة الخطيرة. وكان الجواب أن تقرر تكوين لجنة مختلطة ضمت في عضويتها إضافة إلى عناصر من الدائرة الأمنية عناصر أخرى من مديرية المحافظة على التراب الوطني وقياد مقاطعات جليز الحي الشتوي والحي العسكري، إضافة إلى عناصر من الوقاية المدنية والقوات المساعدة وممثل عن المديرية الجهوية للضرائب المباشرة وغير المباشرة وممثل عن مندوبية السياحة. وأسفرت التحقيقات التي قامت بها هذه اللجنة التي بحثت الظاهرة من جميع جوانبها الكشف عن معطيات قيل إنها تكتسي خطورة بالغة عن الفيلات والشقق المفروشة المنتشرة بتراب مقاطعة جليز والواقعة بتراب الدائرة الأمنية الأولى بولاية أمن مراكش. وحسب هذه التحريات فإن الفيلات والإقامات السكنية المنتشرة بحي جيليز بمراكش تضم أكبر تجمع للشقق المفروشة بالمدينة الحمراء والتي تعود ملكية أغلبها إلى مسؤولين وأثرياء فضلوا تفويتها على سبيل الكراء لأشخاص “سماسرة” أو لوكالات الكراء التي أصبحت منتشرة في حي جيليز كالفطر. التقارير المنجزة من طرف هذه اللجنة والتي استمعت إلى عدة جهات وإلى عدد كبير من الوسطاء وحراس العمارات بهذا الحي الراقي خلصت كذلك إلى أن هذه الوكالات العقارية والسماسرة لا يسجلون زبناءهم في البيانات الخاصة بالمصالح الأمنية والتي تحال يوميا على مصالح الاستعلامات العامة للبحث فيها كإجراء أمني معمول به في جميع فنادق ونزل والرياضات ودور الضيافة في المدينة بل وفي العالم. وهذا ما يترك المجال مفتوحا أمام أصحاب السوابق وممتهني الدعارة وتجار المخدرات والمبحوث عنهم أمنيا للإختفاء والتستر ومما يساعد أيضا على تنامي تجارة الدعارة. كما أن لذلك نتائج سلبية مؤثرة فيما يخص العائدات الضريبية حيث يسمح ذلك بالتهرب الضريبي لملاك هذه الشقق والفيلات. ولعل هذا ما يفسر تنامي الحملة الأمنية التي تقودها الأجهزة الأمنية بمراكش ضد فيلات وشقق الدعارة. وفي هذا السياق علم أن المصالح الأمنية قامت بمداهمة فيلا بشارع محمد السادس واعتقلت مواطنا خليجيا رفقة مومس. كما تمكنت عناصر أمنية كانت مرفوقة بمسؤولين من السلطة المحلية مساء الخميس الماضي من اعتقال ثلاثة مواطنين خليجيين أيضا رفقة ثلاث مومسات بعد مداهمة فيلا فاخرة تقع بداخل مجمع سكني راق بنفس الشارع. وأكدت المصادر أن المصالح الأمنية أجرت أبحاثا معمقة مع المعتقلين في هذه المداهمات للتأكد ما إذا كان لهم إرتباط بشبكة منظمة للدعارة.