لم تهضم الجهات المسؤولة محليا ومركزيا صور المشاهد الجنسية الساخنة التي تضمنها روبورتاج تلفزي حول الدعارة الراقية بمراكش عرضته إحدى القنوات الفرنسية خلال أيام الشهر الفضيل، خصوصا وأن أغلب المشاهد تم توثيقها داخل شقق مفروشة بإقامات مشهورة بالمنطقة السياحية بالمدينة. استفزاز لم يكن له أن يمر مرور الكرام دون إحاطته بالمتعين من إجراءات، فوضعت الإقامات والشقق تحت مجهر المراقبة والتتبع في انتظار الوقت المناسب.دقت ساعة الحقيقة خلال الساعات الأولى من صبيحة أول أمس الأحد، مع شروع بعض الشقق في استقبال زبناء هذا النوع من المحلات، وانطلاق حركة رواج بالتزامن مع انتهاء مناسبة عيد الفطر، فأعطيت إشارة التحرك لتنفيذ حملة مداهمات واسعة للشقق المفروشة المشتبه في احتضانها لزبناء اللذة. استهدفت الحملة في بدايتها الشقق الموجودة بإحدى الإقامات الشهيرة بالحي الشتوي بالمنطقة السياحية جيليز، والتي تم استغلال فضاءاتها لتصوير مشاهد «الروبورتاج / الفضيحة»، فكانت الحصيلة توقيف كتيبة من الفتيات حدد عددهن في ست ممتهنات للدعارة الراقية وثمانية سياح خليجيين ضبطوا في حالة تلبس بشقق مؤثثة لفضاء الإقامة. حبل التوقيف امتد لتطويق أعناق ثلاثة من حراس الإقامة، واقتيد الجميع صوب مقر الفرقة الولائية للشرطة القضائية، حيث تم الاستماع إليهم في محاضر رسمية بناء على تعليمات النيابة العامة، قبل إخلاء سبيل السياح الخليجيين وعناصر الحراسة الخاصة ومتابعتهم في حالة سراح، فيما أحيلت الفتيات على أسوار السجن المحلي. المعلومات المتوفرة تشير الى إصدار مذكرات بحث وطنية في حق العديد من مسيري ومدبري هذه الإقامات والتي تتألف من عشرات الشقق الفاخرة المعدة سلفا لاستقبال زبناء خاصين كشقق مفروشة تكلف أزيد من 2000 درهم لقضاء ليلة واحدة على أساس توفير بعض «التوابل» الضرورية لهذا النوع من الزبناء. بعض المطاعم والملاهي الليلية التي ظهرت بالروبورتاج التلفزي، توجد بدورها في مرمى مراقبة وتتبع المصالح الأمنية بالمدينة، بعد أن كشف العرض التلفزي المذكور عن مدى اتساع رقعة هذه التجارة المحرمة، والتي تديرها شبكة متخصصة في هذا النوع من الأعمال ضمنهم مغاربة وأجانب يعملون في إطار توزيع الأدوار والمهام كل حسب موقعه ومجالات تخصصه.