يبدو من خلال ما أكدته مصادر رسمية من الاتحاد الأوروبي أن المفاوضات بين هذا الأخير والمغرب في شأن تعديل الاتفاق الفلاحي بين الطرفين قد قطعت أشواطا مهمة جدا بهدف ملاءمة الاتفاق مع قرار محكمة العدل الأوروبية. فقد سارعت السيدة فيديريكا موغريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن إلى إصدار بلاغ عقب اجتماعها مع وزير الخارجية المغربي السيد ناصر بوريطة أكدت عبره «التقدم المحرز في المفاوضات الحالية بهدف تعديل بروتوكولات الاتفاق الزراعي بين الاتحاد الأوربي والمملكة المغربية»، وأضافت «أن الطرفين أعربا عن تصميمهما المشترك من أجل وضع اللمسات الأخيرة على هذه التعديلات في أقرب وقت ممكن». ويذكر أن التعديل المرتقب يهدف إلى اعتبار ممثلي مواطنينا في الأقاليم الجنوبية في البرلمان ممثلين شرعيين للسكان هناك، لتجاوز الإلتباس المرتبط بعدم تحديد توقيع الاتفاق دون استشارة ممثلي السكان. وحاولت الأطراف المناوئة للمصالح المغربية خصوصا الجزائر التي سخرت ممثلها لدى الاتحاد الأوربي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل ببذل كل الجهود الواضحة والخفية بهدف التشويش على هذه المفاوضات، كما حج إلى بروكسيل خلال سير المفاوضات العديد من المسؤولين القياديين في جبهة البوليساريو في زيارات معلنة وسرية محاولة منهم للضغط قصد إفشال المفاوضات، كما سخروا وعبأوا موالين لهم في البرلمان الأوربي وفي المجتمع المدني بهدف تعطيل الاتفاق، إلا أنه يتأكد من خلال مضمون بلاغ السيدة فيديريكا موغريني أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأن الاتفاق بات قريبا. وهذا ما خلف تذمرا في الجزائر ولدى قادة جبهة البوليساريو الانفصالية.